دائما يحذر الناس بعضهم بعضا من الأفكار والدعوات التي تأتيهم من الخارج، إذ يخيل إليهم أنها تستهدف كل ثوابت مجتمعهم، من الدين والقيم والعادات والتقاليد. لذلك فهم يشككون في كل فكرة تلبس ثوب الأجنبي، وقد ترفض قبل النظر فيها أو تمحيصها، وهؤلاء الرافضون لكل ما هو غربي بحجة المحافظة على الثوابت وقيم المجتمع، فاتهم أن الجهل الذي يهيمن على كثير من العقول، ويتفشى بين الناس بشكل متسارع، مختبئ تحت أكثر من عناق هو في الأصل صناعة ذاتية بامتياز.

حيث يقوم بعض الناس بابتكار الأفكار والسلوكيات التي تخدم أهدافهم ومصالحهم، ثم يجري إلباسها لباس الدين، الذي تمتدح المجتمعات بمقدار التزامها به، ويروج لها بين الناس البسطاء

الذين يتسابقون لتبنيها والعمل على نشرها باسم الله والدين والوطن، وخدمة لهم..

لذلك يجب علينا قبل أن نحارب الجهل المستورد أن نغلق كل مصانع الجهل الذاتية التي بدأت بتصدير منتجاتها للخارج.