في ظل استمرار ضبابية المشهد، وفي خضم التناقضات الكثيرة التي يعج بها اتحاد القدم، وفي غمرة مشاكله وفوضاه كان لا بد من بعض التدخلات لفض كثير من الفوضى وإيجاد الحلول وإعادته للمسار الصحيح.
ولأن الفوضى هي المفتاح فلا مانع من أن يدلي الجميع بدلوه، وأن يتفنن الكل في إبداء الرأي ووضع الحلول وتقديم رؤية خاصة به لكل ما يحدث.
ولا مانع من الاستعانة بالخبرات وأصحاب التجارب والمواقف، إذاً لماذا يستغرب البعض وأنا منهم، ظهور رئيس اتحاد ألعاب القوى في أحد البرامج، والحديث بإسهاب عن كرة القدم واتحادها ومنتخب كرة القدم.
الرجل من أقدم الشخصيات في المجال الرياضي وأكثرها دراية بخفايا الأخضر على الأقل، كيف لا وهو من عاصر كل الأجيال التي حققت إنجازات ورفعت بطولات؟
كيف لا، وقد كان ولسنوات عدة أحد رعاة الأخضر تجارياً من خلال شركة شامل للملابس؟
كيف لا يتحدث وهو الرفيق الدائم لمعسكرات الأخضر ومشاركاته؟ وإن كنت لا زلت أتذكر زيارة خاطفة له في معسكر للأخضر ظهيرة أحد الأيام إبّان دورة الخليج 2002 في الرياض.
كيف لا يتحدث.. وقد قدم لنا ذات يوم أحد أهم أسباب خروج المنتخب من كأس العالم؟
للرجل مواقفه الكثيرة، حضوره المستمر ووقفاته في الرياضة السعودية.
ربما لم أنتبه لكل هذا ولم أسترجع الذاكرة عندما أبديت استغرابي سابقا، فقط حدثتني نفسي، أليس من الأولى أن يتحدث عن كرة القدم واتحادها المعنيون بها؟
أليس من الأحرى أن يتحدث رئيس اتحاد ألعاب القوى عن اتحاده ومشاركاته ومستقبله وبرنامج الإعداد لبطله المسرحي؟
ربما هو كذلك.. ولكن في الأزمات لا بد من أن نهتم بالخبرات لتقديم الحلول.
أما ما دار في الحوار التلفزيوني فذاك شأن آخر، ولكنها همسة في أذن المسؤول عن تعاقدات الأخضر مع المدربين، تأكد قبل التعاقد مع أي مدرب ألا يكون برازيليا، وإن كان تأكد من خلو سيرته من صفة (كذاب)، حتى لا يبيعنا وهما آخر نضيع في دهاليزه سنوات أخرى.