فيما واصل الثوار السوريون دفاعهم المستميت عن حي جوبر بالعاصمة دمشق، وإفشال كل محاولات النظام لاقتحامه، لقي ضابط رفيع في جيش الأسد مصرعه بنيران الثوار، كما قتل عشرات الجنود خلال مواجهات عنيفة اندلعت أمس على أعتاب الحي المحاصر.
وقالت شبكة سورية برس: إن المئات من جنود الأسد حاولوا اقتحام الحي، مدعومين بفرقة من المدرعات وغطاء جوي كثيف، إلا أن كل ذلك لم يفلح في كسر إرادة المقاتلين، الذين تصدوا لتلك المحاولة وأرغموا جنود النظام على التراجع، مخلفين وراءهم عشرات القتلى والجرحى، من بينهم ضابط برتبة عميد يدعى سامر سلمون، إضافة إلى خمسة من مرافقيه. وأشارت الشبكة إلى أن النظام خسر 44 قتيلاً و50 جريحاً في العملية.
وتحاول القوات الحكومية منذ أشهر اقتحام الحي والسيطرة عليه لأهميته الاستراتيجية، لكن الثوار نجحوا في صد كل تلك المحاولات. كما حاول رأس النظام بشار الأسد دخول الحي أوائل الشهر الجاري إلا أنه أخفق في ذلك، واكتفى بزيارة حي الزبلطاني، وادعى النظام في حينه أن الأسد زار جنوده في حي جوبر، إلا أن الصور التي بثتها مواقع تابعة للثوار أثبتت كذبه، وهو ما كشفته "الوطن" في حينه.
وفي مدينة القرداحة، أكدت شبكة مسار برس مصرع قائد الشبيحة في المدينة، علي حمزة ديوب بنيران قناص تابع للمعارضة المسلحة. ويعدّ ديوب من أشهر شبيحة النظام في المدينة، حيث عرف بقسوة القلب وعدم التردد في إطلاق النار على كل من يعلن معارضته للنظام.
وعلى صعيد ريف إدلب قتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام أمس في اشتباكات عنيفة دارت بين الثوار وقوات النظام في قرية تل سلمو. وأفاد ناشطون بأن اشتباكات متقطعة دارت بين الثوار وقوات النظام على أطراف القرية أثناء محاولة عناصر النظام التسلل إلى القرية المحررة منذ أيام، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر وجرح آخرين، وتسعى قوات النظام إلى استعادتها لأهمية موقعها، حيث تعدّ أعلى نقطة تطل على مطار أبو الضهور العسكري المحاصر، وملاصقة لبابه الرئيس.
وفي مدينة الحسكة، أقصى شمال البلاد، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات هي الأولى من نوعها نشبت بين قوات النظام والقوات الكردية، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل. وقال المرصد إن الاشتباكات التي بدأت فجر أمس تواصلت خلال النهار، وأسفرت عن مصرع أربعة من قوات النظام ومقاتل كردي، إضافة إلى امرأة قتلت نتيجة سقوط قذيفة في منطقة سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي. وأصبحت مدينة الحسكة مسرحا لموجة من الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي.
.. ودمشق ترفع أسعار الخبز والمحروقات
لم يكتف نظام الأسد بما تسبب فيه من معاناة للشعب السوري، بل عمد إلى زيادة أسعار المحروقات والخبز، وذلك رغم موجة البرد التي تضرب المنطقة والأحوال الجوية القاسية. وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في نظام الأسد قراراً يقضي برفع سعر لتر المازوت وأسطوانة الغاز المنزلية والخبز.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن بعض السكان في العاصمة دمشق إلى أن المعاناة باتت أكبر من قدرة السكان على الاحتمال، لاسيما أن الزيادات الجديد أتت في عز فصل الشتاء، وتزايد حاجة السكان إلى الوقود والغذاء. مشيرين إلى الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون، بسبب توقف كثير من مجالات العمل جراء تواصل الحرب. حيث اضطر كثير من السكان إلى الاعتماد على التحويلات المالية التي يرسلها أبناؤهم من الخارج، لاسيما من دول الخليج العربي.