لم يمض وقت طويل منذ أن غادر جدة بعد أن كان وكيلا لإمارة منطقة مكة المكرمة مشرفا على مهرجاناتها ومشاركا في كل تفاصيل العمل الذي يدور في هذه المنطقة، ليعود إليها زائرا يحمل حقيبة الإعلام الذي كان يأمل أن يساندهم في عملهم الذي يقومون به في المنطقة.

زيارة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز الخضيري لمهرجان جدة التاريخية "كنا كدا" ، وتجوله في أنحاء المهرجان مطلعا على عدد من المواقع والفعاليات مثل موقع فعاليات الوزارة ومشاهدته جانبا من البرامج الثقافية التي تم تقديمها ضمن الفعالية، حملت معها كثيرا من الحنين وأوراق العمل.

المسؤول السابق في إمارة مكة المكرمة أهتم كثيرا بالتفاصيل، ليرى نتاج العمل الذي كان يقوم به ضمن فريق أمير منطقة مكة المكرمة السابق وزير التربية والتعليم الحالي الأمير خالد الفيصل، والذين أولوا المنطقة التاريخية اهتماما خاصا، جعل منها مزارا سياحيا بعد أن كانت ترزح تحت وطأة الإهمال.

وكان مهرجان جدة التاريخية "كنا كدا" في نسخته الثانية انطلق يوم الأربعاء الماضي من خلال أربعة مسارات للفعاليات بأطوال مختلفة بدلا من مسار واحد في الدورة الأولى للمهرجان العام الماضي.

وتشمل فعاليات مهرجان جدة التاريخية عددا من الأنشطة مثل استضافة الرموز الحجازية في مختلف المجالات "شخصيات دبلوماسية وأدبية وفنية" للحديث عن جدة وتاريخها الذهبي وجمال عادات وتقاليد مجتمعها الأصيل، ومسابقات ثقافية تفاعلية مع الجمهور وتقديم الجوائز القيمة، إلى جانب فعاليات أخرى، منها عروض للفنون الشعبية وعروض مخصصة للأطفال وفناني المجسات الحجازية، ودكان الكتب، ومسيرة الحجاج، وورش الصناعات القديمة من صناعة السنابيك والرواشين وبناء البيوت القديمة والزخارف والنقوش والخط العربي وفعاليات التسوق والتخفيضات وعدد من الفعاليات الأخرى.

وشهد مسرح وزارة الثقافة والإعلام حضورا مميزا خلال المهرجان، وهو الذي يقدم يوميا عددا من الفعاليات المتنوعة مثل برنامج "مركاز العمدة" الذي يستضيف عددا من المثقفين والفنانين ورجال الأعمال وخصوصا أهل جدة التاريخية، وبرنامج "أنغام جداوية" الذي يقدم فن المجس والدانات الحجازية، إضافة إلى أوبريت "جدة تاريخ وأصالة" الذي يتكون من أربع لوحات فنية وتراثية وهو من فكرة وإعداد الفنان عبدالله العامر وكلمات وألحان تركي الشريف وغناء علي عويس وعبدالرحمن خليفة وفرقة كورال جدة، وبرنامج أنغام جداوية بمشاركة أهم الفنانين الشباب في المنطقة الغربية، كما يضم المسرح عددا من المسرحيات الموجهة للطفل تقدمها فرقة دار المرح بقيادة الفنان فواز الحربي وبرنامج المسابقات والجوائز اليومي.

على صعيد آخر، قدمت وزارة الثقافة والإعلام من خلال مشاركتها هذا العام رؤية جديدة، إذ قامت بتسخير كل التجهيزات والإمكانات التي تنوعت برامجها وفقراتها من خلال المسرح والفنون الشعبية وأوبريت "وطني" الذي يحاكي قصة الوطن والجزء الغالي منه أرض الحجاز وجدة التاريخية بشكل خاص.

وحرصت الوزارة على تعريف الجيل الجديد من الشباب على يوميات من كانوا يعيشون داخل أسوار المدينة، وكذلك دور جدة الحيوي والمهم كبوابة للحرمين الشريفين كونها محطة عبرت من خلالها كل الثقافات، كما شمل دور وزارة الثقافة والإعلام خلال المهرجان عرض التراث التاريخي المميز لمدينة جدة وأسواقها ومعارض للصور القديمة ومعارض للفنون التشكيلية ومعارض للكتاب وكثيرا من الفعاليات.