جدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انتقاداته للنظام السوري، متهماً إياه بأنه السبب في انتشار الحركات المتشددة في الشرق الأوسط، ورفض في تصريحات صحفية أن تعيد بلاده التعامل على مستوى الاستخبارات مع دمشق، وقال الأسد وتنظيم الدولة، عدو واحد، فهو مسؤول عن المأساة السورية. ولا أحد يعتقد أن بإمكانه توحيد شعبه بعد عدد من المذابح. ولا يمكن أن يكون البديل الأسد أو الإرهابيين". وأضاف "أي حل في سورية سيكون فقط عن طريق التفاوض بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة، شريطة أن لا يكون للأسد مستقبل في العملية السياسية".
وعن قرار الولايات المتحدة نهاية عام 2013 بالتراجع عن توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري قال "عندما يتم إلغاء تدخل دولي، فإن المجتمع الدولي يضع نفسه في خطر، والصراعات التي لا تحل تصبح مصدر إلهام للإرهابيين، وتصبح مناطق الفوضى أرضاً يتدربون فيها". كما أعرب عن أسفه لعدم تحرك المجتمع الدولي لإعادة السلام إلى سورية.
ومضى هولاند بالقول "في غياب معالجة هذه الأزمة الإنسانية، فرض منطق القوة نفسه، لذلك نحن اليوم أمام هذا الوضع الرهيب الذي يعاقب فيه نظام شعبه، ومجموعة إرهابية تفرض نفسها كمعارضة، في حين أننا نعرف الصلة بين الكيانين".
واختتم هولاند تصريحاته بالقول "إنه درس رهيب تفرضه المأساة السورية عندما يتأخر المجتمع الدولي في القيام بخياراته واتخاذ القرارات، لذلك فإنها رهيبة، لا سيما عندما نرى أعداد اللاجئين وما يشكلونه من عبء على لبنان والأردن وتركيا".
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أن تصرفات بشار الأسد هي التي تجذب الإرهابيين إلى سورية، محذراً إياه من عواقب أفعاله، وقال الولايات المتحدة "قلقة تجاه الوضع الكارثي في سورية، الذي أدى إلى تهجير ثلاثة أرباع السوريين". ودعا مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، بعد لقائهما في جنيف إلى مضاعفة الجهود، وقال "مهمة المبعوث معقدة جداً ومهمة من أجل دفع المساعي السلمية في سورية، خصوصاً التركيز على الجهود لوقف إطلاق النار في حلب".
من جهته، عبر المبعوث الدولي إلى سورية "ستيفان دي ميستورا" عن تفاؤله بالاهتمام الأميركي، لافتاً إلى أن هناك انطباعاً بأن الموضوع السوري ليس في سلم الأولويات، خصوصا بعد مرور أربعة أعوام على ما يجري هناك. وشدد المبعوث الدولي على أن الحل سياسي "يبدأ في حلب لما لها من دلالات، ولأنها ستبعث رسالة إيجابية لبقية المدن، وهذا يعني توقف البراميل المتفجرة والقصف ودخول المساعدات الإنسانية وإعطاء أمل للسوريين بوقف القتال".
في غضون ذلك، نفى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يكون عدم حل الأزمة السورية سبب في ظهور نشاط المجاميع المسلحة في أوروبا. وقال خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، "فكرة أن حدوث الهجمات المسلحة في أوروبا لأن الولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان أخرى وقفوا جانباً، هو أولاً خطأ في تشخيص موقفنا، نحن لم نقف جانباً، ولكننا حقاً لم نتدخل عسكرياً في سورية".
ميدانيا، شنت قوات التحالف الدولي 11 ضربة جوية قرب مدينة عين العرب، كما دمرت دبابة ومواقع قتالية، فيما ركزت ضربات أخرى على أهداف قرب بلدتي البوكمال ودير الزور.