ماذا فعلت إدارة الاتحاد برئاسة إبراهيم البلوي في الأشهر الستة الأخيرة وتحديداً منذ بداية هذا الموسم على صعيد التعاقدات؟!

سؤال تطول إجابته وتعطينا كثيرا من الدلالات والمؤشرات على مستقبل العميد مع هذه الإدارة.

على صعيد المحترفين الأجانب تعاقد الاتحاد مع سبعة لاعبين: البرازيلي "ماركينهو" من الدوري الإيطالي، والمالي "سامبا دياكيتي" من الدوري الإنجليزي، والعاجي "ياكونان" من الدوري الألماني، والأردني محمد الدميري والعراقي سيف سلمان والروماني "سان مارتن" والمدافع البولندي (زوكالا).

أما على صعيد المحترفين السعوديين فقد تعاقد الاتحاد مع خمسة لاعبين: سعيد المولد من الأهلي، وعبدالرحيم الجيزاوي من النصر، وصالح القميزي وعبدالله شهيل وعيسى المحياني من الشباب.. لاحظوا أننا نتحدث عن لاعبين تم استقطابهم من فرق كبيرة وليست صغيرة.

نحن نتحدث عن 12 لاعبا تعاقد معهم الاتحاد في ستة أشهر فقط!! بالإضافة إلى التعاقد مع مدرب منتخب رومانيا "بيتوركا" وهو على رأس العمل التدريبي مع منتخب بلاده مما يدل دلالة واضحة على القوة الشرائية لدى الاتحاد وعودته إلى سوق الانتقالات من الباب الواسع عن طريق ضخ مادي كبير وبذل إدارة إبراهيم البلوي الغالي والنفيس من أجل إسعاد الجماهير الاتحادية. ولا أظن أن نادياً آخر تعاقد هذا الموسم مع كل هذا الكم من اللاعبين سوى الاتحاد.

تعاقدات الاتحاد هذا الموسم لم تختزل في لاعب ولا اثنين ولا ثلاثة ولا حتى عشرة.. بل جاءت بـ(الدرزن/الدستة) إن صحت التسمية.

يحدث كل هذا بالرغم من أن نادي الاتحاد لم يوقع مع شركات رعاية كبيرة بعد تأخر حسم هذا الملف حتى الآن.. ولكن المميز هو عدم تأثير غياب عقود الرعاية الاستثمارية على التعاقدات الاتحادية هذا الموسم مما يعطي المشجع الاتحادي مؤشراً إيجابياً ومطمئناً على مستقبل ناديه طالما أن هذا هو الوضع دون رعاة فكيف سيكون في حال وجودهم..؟!

هذا المشهد الإيجابي في التعاقدات الاتحادية لا يخلو من السلبيات ولعل أبرزها هو أن هذا الكم الكبير من اللاعبين (وخصوصاً على صعيد التعاقدات الأجنبية) يعطينا مؤشراً على غياب الاختيار الجيد المتوافق مع الحاجة الفنية وهو ما يؤدي إلى مزيد من الهدر المالي الذي كان من الممكن توفيره بحسن الاختيار والصبر على اللاعبين.. ولكن هذا الأمر يمكن تبريره بتغير المدربين وبالتالي اختلاف رؤيتهم الفنية واحتياجاتهم من المحترفين غير السعوديين.

ختاماً: الإدارة الاتحادية فعلت كثيرا على مستوى التعاقدات وألجمت كل الذين كانوا يلمزونها بحكاية الميزانية المفتوحة ووعد الثلاثين مليونا الذي قطعه الرئيس على نفسه قبل انتخابه إذ تم إنفاق أضعاف هذا المبلغ، وأكد الرئيس الاتحادي أن ما قاله لم يكن مجرد وعد انتخابي للاستهلاك الإعلامي بل كان حقيقة رآها جمهور العميد في سوق الانتقالات وبقي انعكاس كل ذلك العمل الإيجابي على أرض الملعب وتحقيق النتائج الإيجابية التي ما زالت أقل من مستوى طموحات عشاق الاتحاد.