شهد مجمع اللغة العربية على شبكة المعلومات ومقره مكة المكرمة حراكاً لغوياً بين أساتذة متخصصين حول تعريف كلمة "الإرهاب"، جاء ذلك في أمسية علمية ثقافية استضاف فيها المجمع أحد أعضائه من الجزائر، أستاذ اللسانيات العربية بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية – جامعة تلمسان الدكتور عبدالقادر سلامي.

واستهلت الأمسية بكلمة رئيس المجمع الدكتور عبدالعزيز الحربي رحب فيها بالضيوف، وشرح فيها آية من كتاب الله تزامن موضوعها مع سؤال قدَّمه أحد السائلين لرئيس المجمع عن إعراب ومعنى آية، ضمن سلسلة (أنت تسأل والمجمع يجيب) والتي أطلقها المجمع عبر منتداه ووسائل التواصل الاجتماعي خدمة للعربية وإبراز مكانتها وأسرارها ليضع الجواب الشافي بين يدي السائل فيما يشكل من غوامض اللغة العربية الواسعة، ثم طرح قضايا يعكف المجمع على درسها.

وبين رئيس المجمع أن القرارات التي ينشغل بها المجمع هي المواضيع التي تتعلق بحياة الناس وشؤونهم والتي عمَّ بها البلوى، ومنها قرار يعكف عليه المجمعيّون حالياً بتعريف لغوي جامع مانع لكلمة (الإرهاب)، ونوه إلى المداولات التي تجري في أروقة المجمع وبين أعضائه.

أثنى السلامي في كلمته على عمل المجمع من خلال الشبكة العالمية وكونها فكرة رائدة انفرد بها، وثمن جهوده ودوره الفاعل في خدمة اللغة العربية، وعبر عن سعادته الغامرة بزيارة هذه البلاد الطيبة المباركة، وعرج على مسألة التعريف اللغوي لكلمة الإرهاب وأنه لا طائل من وراء تقييدها بحد، لأنه مصطلح دخيل فرض فرضاً وترجمة لكلمة Terrorism الإنجليزية، وما لبث أن فاضت ملكته اللغوية المعجمية بطرح منظومة الأصوات (الجهر والهمس والخفت) والفرق بينها وما يبنى عليه من أحكام، ثم أهدى إلى رئيس المجمع نسخة من مؤلَفه الجديد: من تراث العرب في المعجم والدلالة.وفي معرض تعليقه قال الحربي: إن له وجهة نظر في موضوع الأصوات، وبين أن الخفت كما هو معروف ومذكور في المعاجم اللغوية: هو سكون الصوت وشدة ضعفه، والهمس: الصوت الخفي الذي لا يكاد يفهم وهو أدنى من الخفوت.وعلّق أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى الدكتور عبدالحميد النّوري، على اصطلاح الإرهاب وأنه تعريب حرفي للفظ الغربي متأثراً بالمآلات والأحداث التي ارتبطت بهذا اللفظ، مثل ألفاظ الاستقلال، والاستعمار، وذكر أنه لا بد من فصل الجانب اللغوي عن المفهوم الدلالي وأيضاً عن الجانب الأيديولوجي والذي فرض مجموعة من الأفكار وبلورها في اتجاه بعينه.

ومن جانبه علق عضو المجمع، عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الدكتور سعد حمدان الغامدي أشار فيه إلى قضايا مهمة تنحو بالمعنى تلقائياً لأمور لا يتحمل اللفظ وزرها ومدلولاتها، ونوّه إلى استهداف العرب بقصد أو من غير قصد بتبني هذا المعنى دون غيره.

في حين أفاض عضو المجمع الدكتور رياض الخوام في بعض الوجوه الإعرابية للآية، وبدوره عميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله ناصر القرني أدلى بدلوه في موضوع تعريف الإرهاب، وأكد أن دور اللغة العربية في تعريف الإرهاب هو دور لغوي لا غير.

من جهة أخرى يمنح مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة مساء اليوم العضوية للمهندس زهير علي أزهر الرئيس التنفيذي لخدمات المحتوى وتحالف التعليم والتدريب بعد حصوله على وسام سفير النوايا الحسنة من مجلس العلاقات الإسلامية الصينية تقديرا لنشاطه في مجال نشر اللغة العربية بين المواطنين الصينيين وخصوصا المسلمين منهم.