الجنوح إلى العنف والتحطيم بدلا من استخدام لغة الحوار والعقلانية كاجتراح صريح لمفاهيم الإنسانية والقانون، واعتماد شريعة البطش والوحشية، لم يعد يقتصر على السلوك المحسوس من ضرب وتفجير وقتل، أو المدرك فيما يتعلق بالفكر والرأي، بل انعكس هذا الأمر على اللغة، ولو كانت اللغة المقصودة، هي لغة الخطابات والتحريض فحسب، لكان الأمر متوقعا، لكن الأمر وصل إلى لغة التخاطب اليومي بين الناس، وفيما يتم تناقله عبر محادثاتهم النصية أو الشفوية، بوعي أو دون وعي، فتفجير القنابل كناية عن قول كلمة الحق، وتكسير الرؤوس كناية عن الإرغام، وقلع العينين إشارة إلى أخذ الحق أو الشيء بقوة، وحرق الأرض من تحت شخص ما كناية عن محاصرته بالأدلة، كلها مصطلحات أصبح من شبه المألوف تكرارها يوميا، لكن أن تنتقل هذه اللغة المتفجرة، إلى البيئة التعليمية، وتشيع على ألسنة الطالبات، فتتردد كلمات الحرق والتكسير والتفجير في ممرات المدرسة بشكل بشع، فهذا أمر مبالغ فيه، وإن كانت هذه اللغة ضربا من التشبيه أو المجاز، فلتكن تشبيهاتنا رائقة لطيفة.