ينشئ كثير من طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية مجموعات على برنامج "واتس أب بهدف التعاون في متابعة الدروس، وحل الواجبات، دونما وعي بما قد تفضي إليه تلك التقنية من نشر مفاهيم خطرة على القيم والأخلاق والدين، يتولاها بعض أعضاء تلك المجموعات، دونما متابعة أو ضبط، أو إشراف من الوالدين أو المدرسة.
هذا الأمر دفع تربويين إلى إطلاق صرخة تحذير من الآثار السلبية لمجموعات برنامج "واتس أب" على هذه الفئة من الطلاب، لما يعيشوه من عزلة نسبية، بعيدة عن عين الرقيب، ما يسمح للبعض بنشر محتويات مخلة بالآداب، ومخالفة لقيم الدين والمجتمع، وهو ما يؤثر سلبا في التركيبة القيمية والنفسية والوجدانية لأولئك المراهقين.
يقول متخصص علم النفس التربوي والإرشاد الطلابي بمدرسة الفاروق المتوسطة بالهيئة الملكية في الجبيل عادل القحطاني لـ"الوطن"، "يجب على الوالدين خلق مساحة من المفاهيم المشتركة لجوانب الحياة بينهم وبين أبنائهم منذ الطفولة، ما يؤسس لنشأة متزنة، وبناء شخصية مستقرة وناجحة، من هنا يجب نشر المحبة والحوار وغرس مراقبة الله في الأبناء، وتعزيز مبدأ الرقيب الذاتي، لحماية قيم واتجاهات أفراد الأسرة، وفي حال غابت تلك العوامل سيقف الأبناء في مهب المخرجات السلبية للتقنية".
وأضاف أن "الآباء يجب أن يراقبوا مجموعات "واتس أب" التي ينضمون إليها، وفي القطاع التعليمي خصوصا في المرحلة المتوسطة يجب أن تكون بإدارة شخص مسؤول من المدرسة أو أسرة أحد الطلاب يمثل دور رئيس المجموعة من شأنه سن الأنظمة والقوانين وتسيير المحتوى".
وأوضح القحطاني ضرورة غرس القيم في نفوس الطلاب، كذلك مبدأ الالتزام بقيم التعايش الجمعي الذي يضمن المحافظة على مفاهيم القيم العليا لحياة المجتمع، والتي يجب التمسك بها دوما، ما يعزز في نفوس الأعضاء مفهوم التعامل مع مجموعات التواصل الاجتماعي في الإنترنت أيا كان نوعها".
من جانبه، يرى معلم التربية الإسلامية بالمدرسة نفسها محسن الشهراني، أن "مجموعات واتس أب غير الخاضعة إلى الرقيب المسؤول قد تؤسس لمبادئ خاطئة في حياة المراهق، ما يمنحه فهما خاطئا للحياة في عدة جوانب، وقد تتسبب في تدمير الأخلاق ونشر الرذيلة والإصابة بأمراض نفسية وزعزعة العقيدة وغواية المراهقين وتسهيل التحرش، إضافة إلى ذلك قد تسهم هذه المجموعات في نشر سلوكيات سلبية كالتعصب والغيبة والسخرية والاستهزاء، الأمر الذي يستوجب خضوعها إلى الرقيب المسؤول البالغ العاقل الذي يزن الأمور، ويتولى مسؤولية التربية والضبط لتحقيق الهدف من إنشاء المجموعة، وهو التعاون التعليمي من أجل التحصيل والفائدة، عملا بقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".