لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اهتماماته الثقافية المتنوعة، بين ما هو تاريخي وإعلامي وسجالي، كردوده المتفاعلة عبر الصحف أو المنابر المختلفة، مئات المثقفين سعوديين وعربا قادرون على سرد مئات المواقف التي حدثت لهم أو حضروها أو سمعوا عنها، فالرجل الذي تبنى مشروع الرياض كعاصمة للثقافة العربية عام 2000، ودعم تأسيسا وإنشاء دارة الملك عبدالعزيز بمطبوعاتها وندواتها، ومؤسسة الشيخ حمد الجاسر، وقائد مشروع تطوير الدرعية التاريخية بكل ما تحمله المدينة والاسم من رمزية ودلالات، ومبتكر معرض "الرياض بين الأمس واليوم"، وعشرات المشاريع المماثلة، وأيضا طبعته تجربة الحاكم الإداري بصفات عدة ولافتة كانت المؤسسات الثقافية والإعلامية بكل ما تزخر به من أسماء ومثقفين وإشكالات قريبة منه وقريبا منها صديقا وناصحا وداعما يوجه ويوضح ويصحح. يتدخل فيما يستوجب ومحايدا حين يستلزم الحياد، لم يرتب يوما من مثقف، لم يبن علاقته معهم على اتجاه إملائي واحد بل على تناظر حقيقي محوره الدقة والصدقية.
إن إيمان الملك سلمان الحقيقي بالثقافة كمشروع إنساني قادر على تقديم أوجه البلاد الحضارية والإنسانية المتعددة والثرية، جسدته إشارات لافتة في التعيينات الملكية التي حملت أسماء لها حضورها وتأثيرها في المشهد الثقافي، وستسهم في بلورة الأفكار والمشاريع المستقبلية التي حتما لن تتجاوزها الرؤية "السلمانية" التي دعمت طويلا مشاريع وأفكارا كثيرة في الماضي.
إن قيمة الملك سلمان كمثقف حقيقي ومحاور له حضوره وسجالاته لم ينقص منها يوما شكل وحجم ولا نوعية المسؤوليات، بل كانت على الدوام صفته كمثقف ومحاور ومهتم حقيقي بالنقاش ملازمة له في كل مراحل حياته الإدارية والإنسانية.