نحن أمة أعزها الله بالإسلام، وأمرنا بالجد والعمل ولكننا خالفنا أمور شرعنا فركنا إلى النوم والكسل والاتكالية وقدمنا اقتصاد وطننا لقمة سائغة للمقيمين، فكل متطلباتنا تحت رحمتهم، فهم الكهربائيون والسباكون والسائقون والخبازون والنجارون والحلاقون والحدادون والمقاولون والمسؤولون. لم يتركوا لنا شيئا ونحن نتفرج ونستنكر، ونقول الدولة لم توفر لنا وظائف ولم ترفع الرواتب ولا نفكر فيمن أوجد البطالة بيننا، ونحملها أجهزة الدولة والمقيمين، لأننا حتى الصراحة والشفافية أصبحنا لا نقدر عليها.
لماذا لا نقول نحن السبب، ونحن الذين قدمنا كل ممتلكاتنا للمقيمين بطوعنا واختيارنا وبلا إجبار أو محاباة؟ لماذا لا نفكر في أننا نحن المخطئون؟ ثم لا نلوم أنفسنا ولكن نجبر أنفسنا على إصلاح ما أفسدنا ونشكر المقيمين حتى وإن كانوا مخطئين في استغلال طيبتنا، وهذا التحدي لا يأتي بمجرد التمني أو استخدام العضلات ولكن بتكاتفنا نحن الشباب، وها أنا أهيب بالجميع وأقول يا شباب الوطن تشتكون البطالة وأنتم قادرون على تذليل كل الصعاب وتحقيق كل الأهداف والسلاح الفاتك للقضاء على البطالة بأيديكم إنه العمل التعاوني يا شباب. إنني قد اجتهدت وعملت من أجلكم فأسسنا "جمعية المتقاعدين التعاونية بمحافظة الطائف"، وهي من أجلكم تتولون إدارتها وتتملكون جميع مشاريعها وتعملون كفريق في جميع المجالات والتخصصات فلا يبقى عاطل ولا فقير لأننا جميعا نعمل وننتج ونبني رجالا ونساء كل في مجال اختصاصه وحسب مهارته وقدراته. إننا نسعى لنفض غبار الكسل والاتكالية من نفوسنا ونقول هيا للعمل والإنتاج، ولا أخفيكم أن من أهداف الجمعية أن تكون شراكة بين الدولة وجميع المواطنين لأن الدولة لم تأل جهدا في تحقيق وسائل الرفاهية لنا ومن حقها علينا أن نرد لها بعض حقوقها وهذا الحلم لو تأكد لبلغنا المركز الأول على جميع الأمم الذي يدعو إليه ويتمناه خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه وشفاه. عندما نحقق الشراكة فلن نفكر في البترول ولا أي مصدر آخر لأننا ثروة الوطن الحقيقية، وحدة وقوة ومحبة وولاء وتعاون لا عاطل ولا فقير. أسال الله التوفيق وأتمنى من الجميع التعاون.