تلك الجماعة التي جمعت صفوفها تحت راية الباطل وهي تعتقد أنها على حق وما عداها وقع في الضلال، جماعة عمياء البصر والبصيرة لا ترى ما تحت أقدامها ولا ما هو حولها، دستورها الأوحد هو ترويع الناس والمخالفين لها بل ترويع من خضعوا مرغمين لسياطها.
وإذا كان هناك من يؤكد أن الداعم لجماعة الحوثيين في اليمن الرئيس السابق "علي صالح" وجماعته.. أعتقد أن الفاعلين في صفوف "تاعس" لهم صلة وثيقة بالجيش والاستخبارات العراقية والسورية وغيرهما، بل واستخبارات أخرى، فما يقومون به يدعم الظن القائل بوجود رجال يدعمونهم يملكون معرفة تامة بمخازن الأسلحة والمواقع الاستراتيجية لدفاعهم، ونقاط الضعف في أجهزتهم الأمنية والعسكرية.
نحن بحاجة إلى دفاع فكري مضاد لما يبثونه عبر قنوات التواصل الاجتماعي سواء كان مسموعا أو مشاهدا، وعلى تكثيف التوعية بخطورتهم، ولدينا الكفاءات القادرة بإذن الله على ذلك، خاصة توعية الشباب بخطورة تلك الجماعة المسلحة وأمثالها كالحوثيين والقاعدة الذين لا يقلون خطورة عن "تاعس".
لا شك أن الأجهزة الحكومية في وطننا قادرة بإذن الله على مقاومة شرور هؤلاء، إلا أن الحراك المجتمعي الوطني في هذا المجال واجب، فالضرر لو ترك دون مقاومة من المجتمع المدني من الممكن أن يصل إلى أبنائنا وبناتنا، فيحاول استثمار حماس وعواطف فئة الشباب تجاه ما يثار ضد الإسلام وأهله، واستثمار عنفوانهم فيوهمونهم أنهم المدافعون عن الإسلام الرافضين للخذلان العالمي تجاهه وأهله.
إذا أردت التحدث معكم عن حرقهم الطيار الأردني "معاذ الكساسبة" وهو حي رحمه الله .. فسأقول إن هذه النهاية ستكون شرا على "تاعس" في الدنيا والآخرة بحول الله تعالى، وسكوت المجتمع الإسلامي والعربي والعالمي عليها أمر غير مقبول، فتلك الفئة تتعامل مع محيطها كعصابة لا يوقفها وازع من دين أو ضمير، ويخيل لي أن القصص التي تروى لأطفالهم قبل النوم متعلقة بكيف تطايرت الرؤوس، وكيف سقطت الأجساد، وكيف نهبت الأموال، وكيف أصبحوا بذلك منقذي الإسلام وأهله.. أشك أن أطفالهم سمعوا عن سيرة نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، أشك أن أحدهم حدث أطفاله عن رحمته عليه الصلاة والسلام بالأسرى، وعن توصياته لقادة جيوشه التي تدل في المجمل وبدلالة قاطعة على إنسانية هذا الدين العظيم، الدين الذي يأبى اعتبار الوحشية البشرية قوة، وأجزم أنهم لم يُسمعوا أطفالهم أن الدين الإسلامي يحرِّم تكفير المسلمين وقتل الآمنين منهم ومن غيرهم.
المقرف في هؤلاء أنهم يعمدون إلى مخرجين فاشلين ليصوروا جرائمهم مع إضافة المؤثرات المرئية والمسموعة، ومن ثم نشر تلك الأفلام عبر قنوات التواصل الاجتماعي.. في حين لا أجد من القائمين على تلك القنوات أي حراك مضاد يوقف تلك الأفلام بمنعها، أو التشويش عليها.. في حين أجد هذا الحزم في مقابل أي تشكيك في صدق أو دقة المعلومات المعلنة عن الهولوكوست!!
في هذه الحرب الإعلامية والعسكرية علينا أن نستثمر كافة الأطراف المتاحة، ونطالب من يطلق عليهم الحلفاء بإيقاف العبث المتحرك حول حدودنا، فالحذر كل الحذر واجب علينا كمجتمع وحكومة سعودية، فنحن مع الأسف لا نملك أصدقاء حقيقيين، الجميع طامع بخيراتنا ومكانتنا عالميا، قد يكون هناك من يهابنا ويتودد لنا للحصول على تأييدنا أو دعمنا أو مساندتنا المعنوية والمادية، ولكن تقديرهم لنا مع الأسف غير وارد مطلقا.
فهناك حكومات لدول يفترض أنها من حلفائنا تربطنا بها مصالح، المصالح التي عليها أن تكون متبادلة بين طرفين، أي ليست من طرف واحد، فلم أعد أتعجب من تطاول إعلامي مهمش من تلك الدول على دولتنا، ثم إجلاله للدولة بعد حين، وليعيدوا تجاوزهم بعد فترة مدعمين بأجهزة دولهم ولو من خلف الكواليس.. لم أعد أعجب من وقاحة من يحسدنا على مواقعنا الجغرافية الحاضنة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وعلى اتساع بلادنا وعلى مكانتنا عالميا وعلى نفطنا، بل وعلى اتحاد الشعب السعودي حول القيادة، هؤلاء يحسدوننا لو تحولت أنظار ملوكنا وحكومتنا لضخ المزيد من المدخلات في مصلحة المواطن.. فهؤلاء لن يكتفوا بما أخذوا فأنظارهم متوجهة إلى ما نملك وإلى رعاية الحكومة لمواطنيها.
وبالتالي دعم من يدعون أنهم حلفاؤنا معنويا وماديا لا بد له من مقابل.. لا بد من التزام حكومات تلك الدول باحترامنا واحترام خياراتنا.. فلسنا ضعفاء، ولسنا مهزومين، ولسنا مسيرين في اتجاههم شئنا أم أبينا، وتعامل أعلامهم معنا بوقاحة أمر مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يقبله حتى المواطن البسيط، وعلى سفاراتنا في الخارج أن تكون حازمة في هذا الشأن، فلا تتهاون في حق المملكة العربية السعودية، أما رد إعلامنا عليهم بالطريقة نفسها فأمر لا يليق بالشعب السعودي الذي تحكمه أخلاقيات إسلامية عالية بحول الله سبحانه.. كما أن الترفع عن الدخول في نقاشات عقيمة مع من لا يملكون العقل ليتكلموا أمر مطلوب.. ولكن لن نلام لو اضطررنا إلى ذلك.