ليس هنا ولا هناك شك في أن الإعلام "سلاح"، وأحيانا يكون "الإعلام" أقوى تأثيرا في الحروب من القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة!
"داعش" تنظيم مجرم ذكي، يؤمن أنه لن يُهزم دون خسائر كبيرة في خصومه، ويدرك أنه لا يستطيع الانتصار على جيوش دول التحالف التي تقصفه من السماء، وجنوده يهربون على الأرض ويختبئون لأنهم يدركون جيدا أن غاية ما يستطيعون فعله جريمة فردية بشعة، مثل حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، رحمه الله، أو نحر الرهينتين اليابانيين، لكنهم يستعينون على ترويج "وحشيتهم" بالإعلام فيصورون جرائمهم ويقدمونها بإخراج وتقنية عاليين، لتكسب مشاهدة فتثير الرعب بين الناس من "داعش" وجنوده الذين لا يقدرون أن يتقدموا إلى إسرائيل حتى حين أحرقت أهلنا في غزة، ولا يجرؤون على التوجه نحو إيران التي تقاتلهم بصف بشار!
كل فيديوهات "داعش" التي هي أقوى أسلحتها، يروجها الإعلام العربي والأجنبي، بقصد أو بجهل، وبعض الإعلام العربي لا يزال يصر على تسمية "داعش" بالدولة الإسلامية مدعيا أن ذلك من المهنية، وهذا في حد ذاته جريمة بحق المهنية، لأنه اتهام للإسلام بجرائم عصابات لا تعي عظمة الإسلام وتاريخه المشرف في الحرب قبل السلم!
الحياد يستلزم ألا نسمي "داعش" بالدولة الإسلامية، فمن الذي منح هذا التنظيم الإجرامي أن يكون "الدولة الإسلامية" ويتسمى بـ"الإسلام"، والدين من أفعال هذا التنظيم براء؟
(بين قوسين)
الحياد ليس أن تقف على المسافة نفسها بين قاتل ومقتول، الحياد أن تسمي القاتل مجرما قبل أن تبحث هل المقتول شهيد أم قتيل؟!