دخلت قطر تحديا جديدا بتنظيم كأس العالم لكرة اليد ومجدداً كانت على قدر التحدي والتطلعات ونجحت في التنظيم والاستضافة، ونجحت في الوصول إلى النتائج التي كانت تحلم بها.

التجربة القطرية في التجنيس واستقطاب اللاعبين آتت ثمارها وحقق القطريون مبتغاهم من الاستضافة ومن المشاركة فحققوا مركزاً لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم سياسة التجنيس.

البعض يريد نقل التجربة إلى رياضتنا هنا وتحديداً لمنتخبنا الوطني بعد أن تراجعت النتائج وندرت الإنجازات.

منطقياً أو من خلال وقائع ماضية هي تجربة ناجحة فقد فازت فرنسا بكأس العالم وكأس أوروبا بذات الخطوة وحذت ألمانيا العظمى في كرة القدم حذو فرنسا لكن الفرق بين التجربتين أن ألمانيا عملت بطريقتين حتى تضمن استمرار تألقها فجنست بعض الأسماء وفي ذات الوقت لم تهمل صناعة النجوم وتطوير المدربين، بل ذهبت أبعد من ذلك باستقطابها أبرز المدربين لتطوير كرة القدم في البلاد مثل "بيب جوارديولا" مثلاً.

في رياضتنا أعتقد أن هذه الخطوة (التجنيس) ليست هي الحل الآن ولن تكون ما لم يكن قبل ذلك وبكثير التنظيم الداخلي أولاً والبحث في الداخل عن المواهب وتطوير مسابقات الدرجات الدنيا، فكثير من النجوم بدأوا في أندية الريف والظل في مسابقات ضعيفة وإمكانات محدودة، فمن غير المعقول مثلاً أن يلعب 50 ناديا مسابقات منتظمة، وهو عدد يمثل الثلث تقريباً، وثلثي الأندية الباقية تلعب مباريات قد لا تتجاوز أحياناً أصابع اليد الواحدة في موسم رياضي بأكمله فتفرز لنا هذه الأندية لاعبين قد يمثلون منتخبات الوطن بعد الانتقال لأندية كبيرة بتجربة بسيطة أساساً وهشة في أندية الظل.

هذا مثال بسيط لأخطاء كثيرة ونواقص يجب أن تعالج حتى يسهل العثور على المواهب مبكراً وصقلهم.

الخلل لدينا تنظيمي وإداري ليس له علاقة بندرة المواهب أو فقرها.

ولا مانع من استعارة التجربة القطرية في جلب واستقطاب المخططين والمطورين والكفاءات الأجنبية للتخطيط والتنظيم وعمل البرامج حتى يصبح النجاح مستمراً لا مؤقتاً.