كل وسائل الإعلام الجديد من مواقع تواصل اجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك"، وموقع مشاركة الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، لم يكن لها عمل في العشرة أيام الماضية سوى تدوير وإعادة نشر الرسمة الجدارية الأشهر في المملكة، رسمة الملك عبدالله، رحمه الله، وهو يسير باتجاه الوداع الأخير معطيا ظهره لأعين الناس.
هذه اللقطة العجيبة كان لها مفعول السحر في قلوب وأعين الناس، وكانت أكثر صورة متداولة حتى على مستوى الصحف والفضائيات العربية، والمحلية بالذات، وهي صورة برغم بساطتها الشديدة إلاّ أنها استطاعت أن تجذب الوجدان الجمعي العام للتفاعل معها.
الذي لا غبار عليه هو أن الرسام أحمد زهير استطاع أن يجذب العين الإعلاميّة والشعبيّة تجاه صورة فوتوجرافية موجودة أصلا في أرشيف وسائل الإعلام، رغم أنه لم يفعل أكثر من رسمها كما هي في الواقع، ولكن لجمال خطوط الرسمة وبساطتها تصدرت المشهد الإعلامي بقوة وعلى امتداد أيام طويلة.
الرسمة التي تصدرت الصحف والشاشات وقنوات الإعلام الجديد، بعد أن تحولت إلى جدارية كبيرة في أحد شوارع مدينة جدة، لم ينقصها شيء من البهاء والجمال سوى سقوط اسم الشاعر الذي كانت كلماته على رسمة أحمد زهير، وهو الشاعر السعودي الجميل سليمان الصقعبي، وهي الكلمات التي أخذت مساحة واسعة في الإعلام وفي الوجدان الشعبي، الذي بات ينعى مليكه الراحل، وهو يردد:
وين رايح.. التفت سلّم علينا..
اللافت أخيرا في الموضوع كله أن معظم الفضائيات والصحف التي تناقلت الجدارية لم تشر إلى الشاعر مطلقا، بل حتى الرسام زهير، عندما سألوه في برنامج فضائي اكتفى بقول: (لا أعرف من كاتب الكلمات، وتمنيت لو كنت أعرفه لأشكره)، والحقيقة أن المسألة ليست شكرا وعواطف، وإنما حقوق فكرية.