أن تتكرر "أغلى ثقة.. من أكبر رجل.. في أقدس بقعة" بعودة أمير الفكر والإنجاز "خالد الفيصل" إلى منطقة مكة المكرمة و"مستشاراً" أعلى ليستكمل رؤاه نحو التطوير والتنمية المستدامة، وليهنأ الأمير الطموح الجموح بجني بعض ثمار غرسه التي بذرها وسقاها ورعاها في أطهر بقاع الأرض وما جاورها، فذاك كان من أحد الأوامر الملكية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله –.

ولأن كل تجربة لابد أن يتمخض عنها دروس مستفادة في مسيرة "الفيصل"، يأبى إلا أن يترك بصمة في أي مكان يحلّ به، لأن الإبداع في قاموسه معادلة لا حدود لها في حياة البشرية وآفاق لا تعترف بالتقليدية.. فكان من أهم دروس "الفيصل" المستفادة من تجاربه "أن المملكة تتميز بأن كلمة التوحيد لها راية، والقرآن والسنة لها دستور.. والتحلي بالصبر أسلم الطرق لنيل المطالب وبلوغ الأهداف"، وتعود إلى أنها.. "تجربة شكّلها الإنسان والإدارة والتنمية التي كانت قَدَرَاً له وكان لابد عليه من الإيمان به".

وقبل أن تحط رحال "الفيصل" على أرض مكة حاكماً إدارياً مرة أخرى.. نجزم أن التحديات ستكون حاضرة وبشكل "أكبر" حتى تصبح جدة الأجمل وأن تكون مكة نحو "العالم الأول"، وأن يكون لمحافظات المنطقة نصيبها الأوفر من التنمية.

ولأن "الفيصل" يؤمن بأن "الحل ولا غير الحل".. فالمشكلات والعقبات لابد أن "تُحل لا أن تُحال" حفاظاً على الوقت وتحقيقا لأماني الملك الطموح والمواطن المخلص، مع الأخذ في الاعتبار أن التغيير لا بد أن يكون لأجل التطوير وأن النجاح الحقيقي في الإنجاز بالإمكانات المتاحة.

وعودة إلى تجربته الرائدة في منطقة مكة نجد رصده للمشاريع المتعثرة والمنجزة والجاري تنفيذها، وعقد ورش عمل عدة لتشريحها، ووضع حلول لها بعمل مؤسسي تشارك في تنفيذه قطاعات الدولة كافة ومن أبناء المنطقة باستطلاع المواطنين وأمانيهم وأبرز العقبات التي تواجههم البداية الصحيحة، ورغم وجود عوائق جاء في مقدمتها "مواجهة ثقافة الإحباط" كعائق أكبر أمام مشروع بناء الإنسان كون الفكر لا يمكن مواجهته إلا بالفكر، والعمل الجاد بأرض قوية من التفاؤل لتحقيق النجاح فأوجد لها حلولاً مستدامة وبطرق محكمة نحو خارطته الجديدة لمنطقة مكة المكرمة.. "مجموعة شمسية تكون مكة شمسها وجدة والطائف قمريها، وحولهم ستة عشر كوكباً تمثل محافظات المنطقة".

حاكم مكة الأسبق والحالي باختصار، رسم لوحة نجاح خلال سبع سنوات من عمر "بناء الإنسان وتنمية المكان"، شهدت منطقة مكة ومحافظاتها الست عشرة نقلة نوعية في المشاريع على صعيدي الإنسان والمكان، اللذين شكلا استراتيجية لتنمية المنطقة وتحقيق تنمية مستدامة تتوازن فيها الفرص، ومتوائمة مع إرهاصات تجربته الاستثنائية مع "الشباب" الذين شاركهم في بنائها وتنفيذها ومتابعتها باستراتيجية بحث مواطن الخلل وتلافيها، وتعزيز مواقع القوة لمواصلة التنمية، والتي كان يؤمن بها ويسعى لتطبيقها برفقة "فريق عمل" شابّ اشترك مع الأمير فكراً وانتماء فلم يخذلونه لأنهم تشرّبوا مدرسته الإبداعية التي لا تهدأ أو تكلّ حتى "العشق"!

تداول مواقف "الفيصل" الكثير حضوراً ومتابعةً وحزماً لتصبح صدى في القلوب والعقول إلى محصلة من العطاء المتألق لصناعة مستقبل الأوطان؛ وبعد تجربته في وزارة التربية والتعليم القصيرة التي لم تخل من لمساته القيادية من التأسيس المتين لتطوير التعليم؛ وبعودته اليوم إلى "مكة" بقي أن نطالبه اليوم بإغلاق كثير من الملفات العالقة ومراجعتها، وبخارطة مشروع بحجم الوطن ومسيرته، ومساحة تغشاها الآمال والتطلعات إكمالاً للجزء الأول من كتابه "بناء الإنسان وتنمية المكان" الذي أشرف عليه وقرضه عطاء فقيدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -يرحمه الله-، وإصدار الجزء الثاني "والأكمل" منه بإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله-؛ لتقرأه الأجيال "بريشة" الإخلاص و"قافية" المواطنة في سماء "خضراء" تنير الطريق للعابرين فقط إلى منصات القمم.