ماذا لو قلتُ لكم إن بإمكان منتخب فلسطين أن يفوز بكأس أمم آسيا المقبلة أو على الأقل ينافس على لقبها منافسة قوية، بل وسيكون أحد أكبر المرشحين للتأهل لكأس العالم القادمة 2018 في روسيا؟! من يصدق أن بإمكان منتخب فلسطين أن يفعل ذلك؟!.

أظن بل أجزم أن غالبيتكم سيقولون: أنت تحلم.. فهذا الأمر مستحيل أن يحدث خلال السنوات القليلة المقبلة.

ليتني كنت أحلم لأن الواقع (واقع) وأشبه بالكوابيس وليس مجرد الأحلام بعد أن صار جواز السفر الفلسطيني في أيدي كثير من المحترفين الأجانب في أنديتنا الخليجية بعد أن سعت بعض الأندية الخليجية لحصولهم على الجنسية الفلسطينية لتسجيلهم في خانة اللاعب الآسيوي الرابع!.

صدقوا أو لا تصدقوا.. التشيلي (لويس خيمينيز) لاعب النادي الأهلي الإماراتي.. والتشيلي (أديسون بوتش) لاعب نادي الوصل.. والبرازيلي (أدير) لاعب الشباب الإماراتي.. والبرازيلي (جوسيلي دا سيلفا) لاعب نادي الجزيرة الإماراتي.. والأرجنتيني (سباستيان تيجالي) لاعب الوحدة الإماراتي.. والبرازيلي (موريسيو راموس) لاعب نادي الشارقة الإماراتي.. كل أولئك باتوا يحملون الجنسية الفلسطينية ويلعبون مع أنديتهم الخليجية على أنهم لاعبون آسيويون!.

والقائمة بانتظار آخرين غيرهم ومنهم (كما قيل) اللاعب البرازيلي رودريجو جونيور باولو سيلفا (ديجاو) مدافع نادي الهلال السعودي الذي وردت الأنباء عن السعي لمنحه الجنسية الفلسطينية كي يشارك مع الفريق الأزرق كلاعب آسيوي!.

هذا الأمر كان محل انتقاد الصحف الفلسطينية وأسمته (ظاهرة توزيع جوازات السفر للاعبين لا يمتون لفلسطين بأي صلة) وتساءلت تلك الصحف قائلة: "أين هؤلاء اللاعبون من منتخبنا الوطني؟ ألا يجدر أن نستفيد من خدماتهم وضمّهم لمنتخبنا في الاستحقاقات الرسمية ما داموا فلسطينيين؟!".

يا له من أمرٍ مضحك مبكٍ في الوقت نفسه! ولكم أن تتخيلوا مشاركة كل تلك الأسماء مع منتخب فلسطين وكيف سيكون من أقوى المنتخبات على مستوى القارة.. حينها لن تستغربوا مما ذكرته في بداية المقال ولن تقولوا إنني أحلم.

الأمر الإيجابي في هذا الموضوع هو أن بإمكان فلسطين أن تصنع منتخباً قوياً ومنافساً من هؤلاء المحترفين الأجانب الذين استغلوا الجنسية الفلسطينية للتواجد في ملاعب القارة الصفراء كلاعبين آسيويين، ولكن الأمر السلبي فيه هو هذا (الاستغلال) الرياضي لجنسية عربية ارتبط اسمها بقضية عادلة اسمها (فلسطين) هي أرقى وأنقى من إرخاصها بهذه الطريقة!.

كلنا يتمنى أن تصل فلسطين لأعلى المراتب ولكن بالتأكيد بأيدي أبنائها وليس بهذه الطريقة.