الأساتذة الجامعيون في الغالب الأعم، وللأسف الشديد، يتخذون من مبدأ الحرص على طلابهم، وإعدادهم ليكونوا باحثين وأكاديميين مميزين في المستقبل، يتخذون من هذا الأمر ذريعة واهية لاستخدام قانون الفظاظة والشدة! الذي قد يصل إلى القسوة المبالغ فيها أحيانا، بشكل لا يتناسب والمستوى العلمي الذي يتمتع به بعض الطلاب ثقافة ووعيا ومعرفة، بشكل قد يتفوق على هذا الأستاذ الأكاديمي شخصيا، بثقافته التي لا تتجاوز أسوار الجامعة أو الكلية ومقرراتها.

ويزداد الأمر سوءا إذا لم ترتبط هذه الشدة بما قد يبررها من قوة علمية أو بحثية لدى الأستاذ المحاضر، وإنما هي فقط غطاء يستخدم لإخفاء نواحي القصور والضعف العلمي، بدليل ارتباطها بأشباه الأساتذة وأنصاف المثقفين.

أما الأساتذة والأكاديميون المتمكنون، فلا يوجد لديهم هذا الداء، وإنما يلجؤون إلى إشعار الطالب بالمسؤولية التامة تجاه مستواه وتحصيله الدراسي، تحت إشراف مكثف منهم، ما يحرض الطالب على الحرص والاهتمام.

أتمنى أن تقف وزارة التعليم موقفا جادا حيال هذه النماذج المحبطة للمتعلمين، خاصة في المراحل العليا من تعليمنا.