أكد مصدر لصيق الصلة بجلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله أن أجواء الجلسة كانت إيجابية، واتسمت بالهدوء والصراحة، وأكدت رغبة الفريقين في إنجاح الحوار، والمضي قدماً في كل ما يحقق التقارب لتنفيس الاحتقان في الساحة اللبنانية.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات إلى "الوطن" أن المتحاورين اتفقا على انعقاد جلسة الحوار الثالثة مطلع الأسبوع المقبل في عين التينة، وأنهما شددا على "الخروج بخطوات عملية بغية إضفاء جدية على الحوار وإخراجه من العموميات".
وعقدت الجلسة على مدى أربع ساعات، غاب عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجاء في البيان الرسمي الصادر عن الجلسة أنه "جرى النقاش حول عنوان أساسي هو تنفيس الاحتقان المذهبي، حيث حدث تقدم جدي في هذا الإطار". وأضاف أنه جرى الاتفاق على دعم استكمال تنفيذ الخطة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية.
وكانت سفيرة الاتّحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا ايخهورست قد رحبت بعد زيارتها بري بالحوار، مشيرة إلى أنه "يعطي إشارات جيّدة للشعب اللبناني وللمنطقة بأن الاختلافات يمكن تجاوزها.
وقالت "هذا الجهد للحوار يعطي إشارات جيدة أيضاً للأطراف الأخرى في لبنان، فهو مهم للجميع، شريطة ألا يكون بغرض الحوار، بل للوصول إلى أجندة واضحة تتضمّن النقاط المهمة للبلاد".
من جهة أخرى كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تقدم في المفاوضات في شأن الإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيمي الدولة وجبهة النصرة في جرود عرسال ومنطقة القلمون السورية، مؤكداً أنه لن يعلن عما تم التوصل إليه، حتى يتم التوصل إلى نتائج نهائية ومحددة.
في سياق متصل قال الشيخ وسام المصري الذي يقوم بدور الوساطة بين الحكومة والخاطفين: إنه لم يحصل على أي رد من الحكومة على المطالب التي نقلها من "داعش" الأسبوع الماضي، مضيفا أن "الحكومة تريد مطالب موقعة من قبل الخاطفين، وأنا لا ألومها. من جهتي طلبت من "داعش" ورقة رسمية، وإلى أن أحصل على وثيقة موقعة بالمطالب، لن أتدخل في القضية".
وعن انتظاره تفويضاً رسمياً من الحكومة قال "كنت على تنسيق كامل مع مكتب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أما الحكومة فلا تعطي تفويضاً رسمياً لأحد، وهي لم تعطه لا للوسيط القطري ولا لهيئة علماء المسلمين.
لكن في الوقت الحالي قررت التوقف حتى حصولي على تفويض رسمي من الحكومة".
وعن وساطة نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي أجاب المصري "أتمنى نجاح الفليطي، فالذي يهمنا هو النتيجة. لكن ما أعرفه أنه لا اتصالات أو تواصل بينه وبين "داعش"، وربما يكون على اتصال مع "النصرة". وعن سبب الإيجابية التي تحدث عنها وزير الداخلية قال "التفاوض لم يعد باردا لأنني بحركتي تمكنت من الحصول على تعهد من "النصرة" بوقف القتل، ثم زرت الأسرى لدى "داعش".