يروي أمين الريحاني هذه الحكاية عن الملك عبدالعزيز: "كان قصر المربع ما زال قيد التشييد والبناء، وقد لاحظ الملك عبدالعزيز في إحدى جولاته على القصر أن الذي تولى البناء قد وضع على مدخل القصر بيتي الشعر التاليين:
لسنا وإن كُرمتْ أوائُلناَ
يوماً على الأنساب نتكلُ
نبني كما كانت أوائلنا تبني
ونفعل مثلما فعلوا
لكن الملك عبدالعزيز طلب بفطنته وطموحه ـ الذي لا يحد ـ من عامل البناء أن يعدل البيت الثاني ليصبح:
نبني كما كانت أوائلنا تبني
ونفعل "فوق ما فعلوا".
لقد غيّر، يرحمه الله، كلمة "مثلما فعلوا" إلى "فوق ما فعلوا"، طمعا في التغيير والتجديد والإضافة.
ولقد انطبعت مسيرة أبنائه الملوك من بعده بهذا المنهاج، فصار كل ملك يسعى إلى البناء فوق ما فعل سلفه، وهكذا تراكم الإنجاز وتتابع البناء وتصاعدت التنمية في هذا الوطن، وصار الوطن والمواطن الكاسب الأكبر من هذا التنافس الإيجابي المحمود.
وعلى هذا النسق يمكننا رؤية القرارات الملكية الأخيرة التي أعلنها الملك سلمان يوم الخميس الماضي التي ضخت دماء جديدة في أوردة مؤسسات وقطاعات الدولة، على نحو يهدف إلى تخليصها من الترهل والبيروقراطية ويطلقها شابة وثّابة نحو المستقبل.
هكذا هم ملوك هذه الدولة الذين تتابعوا على حكم البلاد، واستطاع كل ملك من السابقين أن يضع بصمته الخاصة في خدمة هذا الوطن، وأن يعزز مكتسبات من سبقه ويضيف إليها، ثم ها هو الملك سلمان بن عبدالعزيز ينقل بلاده وشعبه إلى منصة أعلى وقمة أسمى وهامة أرفع.
هكذا هو الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي هو مزيج من العزم والحزم، وخلاصة للخبرات المتراكمة التي اكتسبها عاملا مخلصا إلى جانب إخوانه الملوك الراحلين، رحمهم الله جميعا.
إنه سلمان بن عبدالعزيز الذي تأمر على الرياض فجعلها درة المدائن. وهو وزير الدفاع الذي عزز العطاء في هذا الصرح الأمني الذي يرعى الحدود ويصون العهود. وهو ولي العهد الذي كان خير سند وأقوى ساعد لمليكه. وهو رائد الأعمال الخيرية ومبدعها وراعيها.
ثم هو صديق الصحفيين والمثقفين في الداخل والخارج بما يعبر عن تقدير وإيمان راسخين منه، يحفظه الله، بحرية التعبير والإفضاء، وهو إلى ذلك كله الراصد الحذق لتاريخ الجزيرة العربية عبر المؤسسة الأثيرة عنده، وأعني: دارة الملك عبدالعزيز.
لقد جاءت القرارات والتغييرات الأخيرة لتؤكد عزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لوضع بصمته الخاصة كأحد ملوك هذه البلاد السعيدة. وإنني موقن مثل غيري من أبناء هذا الوطن أن الملك سلمان سيصنع فوق ما صنع إخوانه من قبله. وسيعلو بهامة هذا الوطن إلى درجات لم تصعدها من قبل.
فقط ما عليك إلا أن تقول: سلمان..
وستنثال في خاطرك كل الصفات السامية التي تليق بملك.