يعيش كثير من أبنائنا الشباب والفتيات على "البركة" مجازاً - إذا جاز التعبير - وذلك من حيث التخطيط المستقبلي لشؤون حياتهم، قد يكون للتوجيه بشكل عام دور أساسي وقوي في بداية الانطلاق لتحقيق هذه الفكرة، التي هي ليست بالأمر الصعب أو المستحيل أو المعقد لكي يحصل عليه. والتخطيط أساسا موجود ومنفذ بأغلب الأمور، قد يكون اللاشعور به حاضرا، فعلى سبيل المثال: شخص ما أراد السفر إلى أي مكان فبمجرد الوصول إلى مقر إقامته الوجهة التي قصدها تجده مر بمراحل عدة فهي من صنع تخطيطه غير الموثقة في الأساس حيث الفكرة كانت بمخيلته لحظة التفكير وأمر السفر بعدها مر بمراحل التنفيذ منذ البداية إلى النهاية تحقق على إثرها هدف الوصول.
ويشير ذلك إلى وجود خطة ذهنية قد لا تكون مدونة لدى الشخص على مستوى التخطيط والتنظيم قبل تنفيذها بوقت وهناك أمثلة كثيرة لا يمكن حصرها تحدث في كل حين. وما يلاحظ على ضوء ذلك ما يمر به الكثير من تلك الشريحة ونعني الطلاب والطالبات خريجي المرحلة الثانوية بمختلف المدن، فالقليل منهم من وضع خططه المستقبلية بنفسه أو بمساعدة والديه أو معلميه فتجد تلك القلة يتبعون مسارهم المحدد منذ مدة، والهدف واضح بعد توفيق الله لهم مرتاحين بذلك من جهد العناء، ومن الوقوع في التخبط العشوائي وراء البحث عن المستقبل، مطبقين المقولة الشائعة "أنه لا رياح مواتية لمن لا وجهة له".
أما الصنف الآخر وهم الأغلب فمشتتو الوجهة والتوجه وكل لحظة يخطر في بالهم مسائل وأشياء جديدة يريدون تحقيقها وتوجهات مختلفة وغايات في غاية الصعوبة نيلها، وآمال كثيرة وطموحات بمجرد الكلام تتلاشى إلى أن تختفي وفي النهاية تكن المشقة وتقل الهمة وتندر الفرص، ومن ثم يرضون بواقع حالهم الذي وصلوا إليه بعد سنين طوال التي هي نفس المدة التي أمضاها غيرهم من المخططين.