لقنت القوات الأمنية الجماعات الإرهابية درسا قاسيا، وذلك بعد محاولة أربعة عناصر التسلل إلى السعودية عبر الحدود المشتركة مع العراق، وتحديدا في مركز سويف الحدودي، وانتهت العملية بمقتل جميع الإرهابيين، اثنان منهم قاما بتفجير نفسيهما.

ولقي الهجوم الإرهابي الذي شهدته الحدود السعودية والعراقية بعد يوم من مهاجمة عناصر داعش مراكز داخل الجانب العراقي، إدانات خليجية ومحلية، كان أهمها تنديد المنامة بالحادثة واستنكار أمين عام مجلس التعاون العملية الإرهابية.

وأبلغ "الوطن" المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن كاميرات المشروع الأمني الحدودي هي التي كشفت محاولة التسلل، فيما أوضح أن استشهاد قائد حرس الحدود الشمالية العميد عودة البلوي، كان نتيجة تفجير أحد الانتحاريين نفسه في مركز سويف خلال محاولة العميد إقناعه بتسليم نفسه، بينما لفت إلى أن تحديد هوية الانتحاريين يتطلب فحوص الحمض النووي DNA.




تصدت القوات الأمنية لأربعة إرهابيين حاولوا التسلل لأراضي المملكة فجر أمس الإثنين عبر الحدود السعودية - العراقية، في عملية استشهد فيها المدير العام لحرس الحدود بالمنطقة واثنان من أفراده، وانتهت بمقتل جميع المتسللين، اثنان منهما قاما بتفجير نفسيهما.

وبينما توعدت وزارة الداخلية بإحباط المؤامرات الإرهابية والتصدي لمنفذيها ومن يقف خلفهم، أبلغ "الوطن" متحدثها الأمني اللواء منصور التركي أن منطقة الحادثة تخضع لمسح كامل للتأكد من سلامتها، فيما أكد أن اكتشاف العناصر الإرهابية تم عبر التقنيات الحديثة التي تطبقها المملكة ضمن مشروع الاستحكامات الأمنية، وقال: "نحن لا نتعامل مع الأحداث بالحس، هناك تقنيات وكاميرات حرارية هي من قامت برصد تلك التحركات".

وأوضح اللواء التركي أن الرواية القائلة بأن الإرهابيين المتسللين جاؤوا تحت غطاء تسليم أنفسهم "ليست دقيقة"، لافتا في تصريحاته إلى إلى أن واحدا منهم فقط (الانتحاري الأول)، وبعد مقتل زميله، تمت محاولة إقناعه بتسليم نفسه، وهو ما استدعى المدير العام لحرس الحدود بالمنطقة الشمالية العميد عودة البلوي إلى الحضور في مسرح الحادثة لإقناعه بالأمر، قبل أن يختار الانتحاري تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه، ما أدى إلى استشهاد العميد البلوي.

وروى المتحدث الأمني بوزارة الداخلية تفاصيل ما جرى فجر الإثنين بقوله: "إنه بعدما تم رصد محاولة أربعة متسللين تجاوز الحدود، ولم يكن يعرف وقتها ما إذا كانوا إرهابيين أو مهربي مخدرات أو غيرهم، تم توجيه دورية لاعتراضهم، وفي ذلك الوقت بادرت العناصر الإرهابية بإطلاق النار، وتم التعامل مع الموقف وفق مقتضياته فقتل أحدهم، واستغل اثنان منهم انشغال رجال الأمن بمحاولة إقناع الانتحاري الأول بتسليم نفسه وتواريا عن الأنظار، قبل أن يقوم العنصر الإرهابي بتفجير نفسه لحظة ما كان يحاول المدير العام لحرس الحدود إقناعه بتسليم نفسه".

وأشار التركي إلى أنه تمت محاصرة الإرهابيين الآخرين خلال تحصنهما في وادي عرعر، وتم توجيه نداءات لهما بتسليم نفسيهما قبل أن يقرر أحدهما تفجير نفسه (لا يعرف حتى الآن ما إذا كان بواسطة حزام ناسف أو قنبلة يدوية)، فيما لقي الآخر حتفه على يد رجال الأمن بعد إطلاقهم النار على مصدر التفجير.

وحول ما إذا كان المتسللون على علاقة بتنظيم "داعش" أم لا، أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أنه من الصعب الجزم بهذا الأمر، لا سيما أن هويات المهاجمين لا تزال مجهولة، لافتا إلى أن الانتحاريين الاثنين يتطلب تحديد هوياتهما إخضاعهما لفحوص DNA، مؤكدا كذلك أنه من الصعب الحديث عن وجود أدوار لهؤلاء في الهجمات التي تم تنفيذها على مراكز عراقية حدودية.

وأصدرت وزارة الداخلية أمس بيانين، الأول مبدئي والثاني إلحاقي، لحادثة تعرض إحدى دوريات حرس الحدود بمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية لإطلاق نار من عناصر إرهابية.

وقال المتحدث الأمني في البيان "بأنه تم عند الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الإثنين الـ14/ 3/ 1436 رصد محاولة تسلل أربعة من العناصر في محاولة لتجاوز الحدود السعودية عبر مركز سويف الحدودي مع العراق، وعند مبادرة دورية حرس الحدود باعتراضهم بادروا بإطلاق النار، وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، حيث قتل أحدهم في حين بادر آخر إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله، عند محاولة إقناعه بتسليم نفسه".

ولفت البيان إلى أنه "تمت متابعة الشخصين الآخرين والتعامل معهما أثناء محاولتهما الهرب، وتمكن رجال الأمن بتوفيق الله من محاصرتهما بوادي عرعر في منطقة تكثر فيها النباتات العشبية، لجآ إليها في محاولة للاختباء فيها، وتم توجيه النداء لهما بتسليم نفسيهما، إلا أن أحدهما أقدم على تفجير نفسه في حين لقي الآخر مصرعه على أيدي رجال الأمن".

وأضاف البيان أنه "بمسح الموقع تم ضبط أسلحة من نوع رشاش ومسدس وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة، إضافة إلى أوراق نقدية تطايرت من حقيبة كانا ينقلانها معهما، ويجري التحقق من المضبوطات بعد استكمال إجراءات التطهير الأمني للمنطقة التي تمت مواجهتهم فيها".

وطبقا لبيان الداخلية فقد نتج من تبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية وتفجير الحزام الناسف، استشهاد العميد عودة معوض البلوي، والعريف طارق محمد حلوي، والجندي يحيى أحمد نجمي، كما تعرض العقيد سالم طعيسان العنزي والجندي يحيى أحمد مقري للإصابة، وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج وحالهما الصحية مستقرة.