أكبر ضرر يحدث في منظومة كرة القدم عندما يتحدث من لا يفقه في الأنظمة واللوائح عن أمور تفصيلية دقيقة جدا، أو حتى عادية، ويقدم معلومات خاطئة جملة وتفصيلا، ويضلل الرأي العام إما بسبب أو عن جهل تام، ولا يأبه بأن يقول أي شيء دون حتى اطلاع سطحي على أبعاد القضية أو الحدث.
وقع اللاعب سعيد المولد عقدا احترافيا صحيحا وسليما تاما مع نادي الاتحاد، وبعد توقيعه قرر بصفته الشخصية إلغاء هذا العقد إما بسبب أو دون سبب، وبالتالي قد يكون في عقده مواد تجيز إلغاء العقد كما يحدث مع بعض اللاعبين الأجانب، أو دفع غرامة مالية أو لا يكون موضحا في عقده شيء من هذا القبيل وبالتالي عليه العودة إلى لجنة الاحتراف.
بكل بساطة القضية الآن بين نادي الاتحاد واللاعب فقط، وليس للنادي الأهلي أو اتحاد القدم أي علاقة، واللاعب الآن لا يرغب في إكمال عقده مع نادي الاتحاد، وبالتالي لا يوجد ما يسمى "إما يذهب للاتحاد أو يعتزل، أو يتحول إلى هاو! هذا كلام غير منطقي، وأنا هنا أتحدث عن الآلية الدولية لمثل هذه القضايا.
يستطيع اللاعب الذهاب للجنة الاحتراف وإبلاغها بعدم رغبته في الاستمرار في العقد الصحيح المبرم مع نادي الاتحاد وعلى اللجنة أن تنظر للقضية من كافة أطرافها وعادة في مثل هذه القضايا يتم إيقاف اللاعب بين 4 إلى 6 أشهر، ويتم تغريمه ماليا، ويتم إلغاء العقد ويكون اللاعب حرا في التوقيع لأي ناد يرغب في الذهاب إليه.
رغبة اللاعب أمر أساسي في انتقاله، ولو فرضنا أن أي لاعب وقع عقدا ورأى بعد ذلك أنه غير مناسب له لأي سبب فمن حقه اتباع إجراءات الفسخ بكل ما فيها من عقوبات وغرامات.
من حق نادي الاتحاد أن يطالب اللاعب بالحضور للتمارين والمشاركة مع الفريق وفي حال الغياب عليه إبلاغ لجنة الاحتراف، التي بدورها عليها اتخاذ إجراءات عملية لحفظ حقوق نادي الاتحاد واللاعب على حد سواء، ولا يجب التلويح والتهديد بإجراءات غير صحيحة كالاعتزال والتحول إلى هاوٍ، لتخويف اللاعب لأن اللاعب أعلن صراحة أنه يرغب في التجديد للنادي الأهلي، القضية بكل بساطة عقد بين طرفين، إما ينفذ أو يعاقب من أخل به، والعقوبة لا تعني إنهاء حياة اللاعب.
لا بد من إنهاء هذا الموضوع عمليا وفق الإجراءات المعتبرة في اللوائح وليس من خلال برامج تلفزيونية وتغريدات ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلى نادي الاتحاد المتضرر التحرك سريعا، وكذلك اللاعب الذي وقع عقدا صحيحا ثم قرر عدم الرغبة في إكمال هذا العقد أن يذهبا إلى لجنة الاحتراف وإنهاء القضية بشكل يضمن حقوق الطرفين، وضمان حقوق الطرفين لا يعني بالضرورة أن اللاعب إما يلعب للاتحاد أو يعتزل أو يتحول إلى هاو.
