شرعت الرياض بأولى خطواتها العملية نحو إعادة افتتاح سفارتها في بغداد، وافتتاح قنصلية لها في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وذلك بعد عقدين ونيف من إغلاق سفارة المملكة إثر الاجتياح العراقي الغاشم للكويت في العام 1990.
وتعتبر الخطوة السعودية بمثابة تطبيع كامل للعلاقات مع الجارة العراقية، بعد 25 عاما من التباين والخلافات، وخصوصا في فترة السنوات الثمانية التي تولى خلالها رئيس الوزراء العراقي ا?سبق نوري المالكي إدارة شؤون البلاد.
ورحب وزير المالية العراقي هوشيار زيباري في اتصال أجرته معه "الوطن" أمس بالإعلان السعودي، عادا إياه "خطوة في الاتجاه الصحيح".
ورد زيباري على سؤال حول ما إذا كان يرى في موقف المملكة رسالة لوقوفها مع العراق في ظل ا?وضاع التي يعيش بها وتحديدا تهديد "داعش"، بالقول "هذا صحيح". وأضاف "العراق يحتاج في هذه المرحلة تحديدا إلى دعم ومؤازرة ا?شقاء وخاصة المملكة ليتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها "، آملا أن تثمر خطوة إرسال الفريق بإجراءات عملية تتكلل بافتتاح سفارة الرياض لدى العراق، وقال "نأمل في تلك اللحظة التي يرتفع فيها العلم السعودي في سماء بغداد".
وحملت الزيارتين اللتين قاما بهما الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى السعودية أخيرا، مؤشرات إيجابية تنبئ بتجاوز البلدين حالة الخلافات العميقة التي كانت سائدة في وقت من ا?وقات.
ويرى زيباري في حديثه إلى الصحيفة، أن القضايا التي لا تزال عالقة بين البلدين يمكن أن تعالج وتنتهي، لافتا إلى أن ذلك "ليس من المستحيلات".
غير أن الوزير زيباري شدد على أهمية بناء الثقة كمرتكز أساس، وقال إنه في سبيل تطوير العلاقات لابد أولا من تثبيت قنوات الاتصال المتمثلة بسفارتي البلدين، وأن يكون هناك تواصل مستمر بين المسؤولين لتبديد المخاوف وتجاوزها.
ورأى وزير المالية العراقي الذي يستند إلى خلفية سياسية من خلال توليه حقيبة الخارجية في الحكومة السابقة، أن قرار المملكة في افتتاح قنصلية لها في أربيل هو ترجمة لاهتمامها بالعراق من شماله إلى جنوبه، ويأتي اتساقا مع خطوات دول مثل ا?ردن وفلسطين ومصر وا?مارات والكويت التي سبقتها لافتتاح قنصليات لها في عاصمة إقليم كردستان.