تصاعدت لهجة التهديدات والتحدي بين دولتي السودان، وبدأت وسائل الإعلام في كل منهما في توجيه الاتهامات للأخرى بدعم وإيواء المتمردين، وتهديد الاستقرار. مما دفع كثير من السياسيين إلى التحذير من مغبة ذلك، وآثاره على استمرار أجواء الاستقرار والسلام.

وكانت الخرطوم قد دعت إلى وقف التصعيد الإعلامي والتصريحات السالبة التي تضر بالعلاقات بين البلدين. وأعلن الرئيس عمر البشير الذي تسلم رسالة من نظيره الجنوبي سلفا كير أمس، استعداده لتقديم الدعم لتحقيق الاستقرار في جوبا.

وتلقى وزير الخارجية الجنوبي "برنابا بنجامين" تأكيدات من البشير بأن بلاده ستعمل على كل المشاكل وتنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك التي تأخرت في التنفيذ. وقال إنه سعيد لأنه أول وزير خارجية يلتقي الرئيس عمر البشير في العام 2015م. وأكد بنجامين في مؤتمر صحفي بسفارة جنوب السودان بالخرطوم بعد لقائه البشير ووزير الخارجية علي كرتي، التزام بلاده بمساعدة السودان في ملف إعفاء الديون الخارجية عبر جولات خارجية مشتركة لوزيري خارجية البلدين للدول الدائنة. كما أعلن التزام بلاده بدعم الخرطوم بنحو مليار دولار سنوياً من عائدات النفط لمدة 3 سنوات.

وكان البشير قد شدد حسب بيان أصدرته الخارجية السودانية على أهمية إعادة النظر والتركيز في الاتفاقيات، التي أقر بأنها تحتاج إلى دفعه قوية من القيادة في البلدين لتنفيذها على أرض الواقع. وأشار إلى جهود الخرطوم عبر الآليات والاتحاد الأفريقي للتعاون والعمل المشترك لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان وتفادي المحاولات التي تؤدي إلى تأزيم المشكلة في الجنوب.

كما كشفت الخارجية عن لقاء مرتقب بين البشير وكير على هامش القمة الأفريقية التي ستعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لاستكمال النقاش حول الملفات العالقة بين البلدين ودور الخرطوم في حل أزمة الجنوب. وطالبت بعدم التصعيد الإعلامي والتصريحات السالبة التي تضر بعلاقات دولتي السودان.ويدور مضمون الرسالة التي سلمها للبشير وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بجانب تهنئة الشعب السوداني وحكومته بذكرى الاستقلال.