خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيده الله ـ أحد الرجال القلائل الذين يشبهون إلى حد كبير شخصية المؤسس العظيم أبو تركي "يرحمه الله"، إضافة إلى أنه مستودع أسرار الملوك السابقين من آل سعود يرحمهم الله.

مليكنا الذي بايعناه ولاء ومحبة قبل أيام يعد من أكثر الشخصيات قبولا لدى المجتمع السعودي بأطيافه ومختلف شرائحه كافة، وله علاقات متعددة ومتجذرة على المستوى الشخصي بغالبية شرائح المجتمع.

أسهم خادم الحرمين في حفظ تاريخ الأمة السعودية وتوثيقه عبر دارة الملك عبدالعزيز التي خصص لها مساحة من وقته وفكره وعواطفه أيضا.

الملك سلمان ذو حضور ساحر، ومتحدث مقنع، ومحاور ماهر ولبق، تميزه الصراحة وشجاعة الرأي والعدل.

ففي جغرافيا سلمان: لا يظلم أحد. نحن سكان الرياض علاقتنا خاصة ومتميزة مع أبي فهد، فقد ولدنا وعشنا في الرياض وهو أميرها ومضت بنا الأعوام نشهد لمساته التطويرية حتى تحولت تلك الهضبة الرملية والصحراء إلى واحة تقنية ومدينة ذكية تعانق فيها الأبراج عنان السماء، وأتاح لنا سكان العاصمة أن نشرف بلقائه مرات كثيرة. عرف الملك سلمان بعلاقاته الودية جدا والمتميزة مع الإعلاميين والصحفيين وصداقته الشخصية لكثير من رفاق الحرف وأرباب الفكر ودعمه للمشهد الأدبي والثقافي.

كان خادم الحرمين دائما في قلب الحدث وأحد صناع القرار في عهد إخوته الملوك السابقين، حتى إنه أثناء إمارته للرياض كان يُستقبل من قبل رؤساء الدول والملوك، وينيبه إخوته الملوك ممثلا للمملكة في زيارات رسمية.

الوالد القائد كانت له قصص من الوفاء وضرب أنبل الأمثلة في المحبة والولاء والوفاء أثناء الفترة الطويلة في رفقة أخيه المغفور له بإذن الله سلطان بن عبدالعزيز، في أواخر حياته وملازمته له أثناء مرضه ردحا من الزمن، وهكذا هم الملوك وأبناء الملوك.

كان حزن السعوديين ـ وأنا منهم ـ كبيرا على فقد الملك عبدالله ذلك الرجل الصالح، يرحمه الله، لكننا نشعر بالاطمئنان في قيادة المستقبل بوجود هذا الحكيم الذي نفاخر بوفائه الأمم.

حجم المحبة والاحترام والتقدير الذي تحظى بها السعودية كدولة، والأسرة الكريمة كعائلة حاكمة من قيادات العالم والمؤثرين فيه بدا واضحا من كثرة تلك الوفود التي قدمت لتعزي في وفاة الملك عبدالله وتهنئ القيادة السعودية بتولي خادم الحرمين الملك سلمان مقاليد الحكم وتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، وليث الأمن الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد حفظهما الله.

السعودية في عهد سلمان الوفاء مقبلة على ازدهار وتطور يستكمل المسيرة العبدلية بقيادة كبير العرب الذي يحظى بشبكة علاقات دولية قوية وعميقة ومتجذرة ومؤثرة من ملوك العالم والرؤساء ورجال الأعمال بناها عبر السنين.

ولي أمرنا رجل دقيق وعملي وكنت أسمع الناس لعشرات السنين يقولون إنك تستطيع أن تضبط توقيت ساعتك على حضور الملك سلمان لعمله أو مواعيده في المناسبات العامة والخاصة.

التنويريون يراهنون على مستقبل يبشر بمزيد من الانفتاح والحريات في عهد الملك المثقف ومرشد الإعلاميين، فكم روى لنا كثير من أساتذتنا الكبار من رؤساء التحرير والفاعلين في الإعلام قصصا تدل على بساطة الملك سلمان في تعامله معهم أثناء مرافقتهم له في الرحلات الخارجية، والتبسط في الحديث ومحبته للحوار وإيمانه بالتغيير والتطوير.

المملكة كدولة مستقرة ونظام سياسي يتمتع بسمعة دولية ذات ثقة ومصداقية، دائما ما تضرب أروع الأمثلة في تلاحم قيادتها وشعبها في منظومة متجانسة تتطلع دائما للارتقاء وتصدر المشهد.

أرسلت الرياض خلال الانتقال السلمي للسلطة والتداول الهادئ للحكم رسائل عدة تشرح حقيقة ثابتة، مفادها أن القيادة السعودية مسؤولة وراشدة كعادتها وشريك في صناعة السلام العالمي، وتتقدم العالم من خلال التزامها بإمداد العالم بالطاقة ومحاربة الإرهاب.

القيادة السعودية في عهد سلمان الوفاء أثلجت صدور شعبها بمنح مزيد من الثقة للقيادات الشابة من الجيل الثالث من الأسرة الكريمة، واختارت ريحانة آل سعود محمد بن نايف ليكون وليا لولي العهد.

أمير الأمن المحبوب استطاع أن يدير الملف الأمني لبلد بحجم القارة منذ زمن طويل، كطالب في مدرسة النايف عن جيله، يرحمه الله، الذي استطاع أن يزرع في ولي ولي العهد كثيرا مما جبل عليه من انضباط والتزام وحسم متزين بقلب محب، وابتسامة تعكس صفاء النفس.

اللهم احفظ وطننا الغالي ومليكنا المفدى وأصلح له بطانته واجعله هاديا مهديا يرعى حقوق شعبه، متربعا في قلوبهم كما كان أبو متعب، يرحمه الله، وندعو الله أن يمد ولي العهد مقرن بعونه وقوته، وأن يعين ولي ولي العهد وزير الداخلية على تلك المسؤولية الجسيمة التي هو أهل لها.

سلمت بلادي وعاشت قيادتك الكريمة وشعبك الوفي المخلص، لنعمل معا يدا بيد لاستكمال المسيرة العبدلية بقيادة الملك سلمان.