بين برامج "اليوتيوب" التي كانت قد حظيت بانتشار واسع في السنوات الماضية، كان من بينها، وفي تقديري أكثرها حضورا لدى السعوديين "لا يكثر" ويقدمه فهد البتيري، "على الطاير" يقدمه عمر حسين، "التاسعة إلا ربع" يقدمه محمد بازيد، و"إيش اللي" يقدمه بدر صالح. كانت زيارات الحلقة الواحدة في الغالب تزيد على المليون والمليوني مشاهدة وقد تزيد.
البتيري وحسين وبازيد وصالح، حققوا اختراقا ملفتا في نقد الأداء الحكومي وتناقضات الحياة الاجتماعية في السعودية، وقبل هذا وضعوا الكثير من الأجهزة الإعلامية، الرسمية والخاصة، في مواقف لا تحسد عليها، لا من حيث المهنية والمصداقية مع المشاهد، ولا من حيث التداول. ملايين الريالات التي تنفقها مؤسسة واحدة منها على مطبوعة يومية، أو برنامج تلفزيوني، لا تقترب من أرقام الرواج التي أنجزتها حلقات هؤلاء الأربعة وفرق أعمالهم ومن جاء بعدهم، وبجهود ونفقات بسيطة. الصحف السعودية كاملة لا توزع الواحدة منها وعلى مدار شهر مليون عدد، مثلها أكثر البرامج المرئية رواجا في القنوات السعودية. بينما حلقة واحدة لأحد الأربعة على اليوتيوب، بأقل من 20 دقيقة تعبر هذا الرقم في يوم أو يومين. البتيري وحسين وبازيد وصالح ومشاهدوهم ينتمون عمريا إلى الفئة الأكبر من تكوين مجتمعنا، الشباب. هذه ليست معلومة قديمة. إنها ملحوظة.. وملحوظة قديمة أيضا، تشير وما زالت إلى فجوة وإخفاق ذريع، وفجوة كبيرة في الحديث إلى الشباب وفهمهم. ويبدو أن ذوي القرار فهموا هذا نسبيا وحاولوا التصرف معه. السؤال، هل كان تصرفهم بالاتجاه الصائب؟