في حلقة جديدة من مسلسل الأكاذيب والخداع، حاول النظام السوري رفع الروح المعنوية المنهارة لجنوده في جبهة ريف دمشق، وإيهامهم بالسيطرة على حي جوبر في العاصمة، الذي تسيطر عليه قوات الجيش الحر، ولا يزال النظام غير قادر على اقتحامه، أعلنت الرئاسة السورية أن الرئيس بشار الأسد زار مقاتليه في حي جوبر بمناسبة احتفالات رأس السنة، وتناول الطعام معهم، وهو ما أكدت كذبه المعارضة التي نشرت صورا تؤكد أن الأسد لم يدخل الحي المذكور، بل زار حي الزبلطاني، وتحديدا مديرية نقل محافظة دمشق.
وقال مكتب دمشق الإعلامي في بيان "جنود النظام لا يستطيعون دخول جوبر، فضلا عن تأمين زيارة الأسد، وكل ما تردد في هذا الشأن لا يعدو أن يكون محاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية لجنوده الذين يتلقون كل يوم جديد صفعة مدوية.
وما نريد تأكيده هو أن بشارا زار منطقة الزبلطاني شرق دمشق بالقرب من الكتل الصناعية، وهي بعيدة عن جوبر، ولا تشهد عمليات عسكرية".
بدورها، نفت شبكة شام في بيان وصول بشار الأسد برفقة عدد من الضباط إلى حي جوبر، مؤكدة أن اشتباكات عنيفة تدور على جبهات الحي.
بدوره، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل ما لا يقل عن 25 عنصرا من قوات نظام الأسد والمسلحين الموالين لها، وإصابة العشرات منهم خلال اشتباكات مع الكتائب المسلحة المعارضة للنظام في حي جوبر بمحافظة دمشق.
وقال المرصد في بيان أمس إن ثلاثة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض سقطت صباح أمس على مناطق في حي جوبر، فيما ترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المسلحة المعارضة في الحي، وأنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأضاف المرصد أن الطيران الحربي للنظام نفذ أربع غارات على أماكن في منطقة جوبر، دون معلومات عن إصابات.
ميدانيا، قتل سبعة مدنيين وأصيب العشرات في حي الوعر بحمص، جراء قصف النظام عند منتصف ليلة رأس السنة الميلادية، تم خلاله استهداف الحي بأربع أسطوانات وأكثر من 20 قذيفة دبابة وهاون كلها تحتوي على مادة النابالم الحارقة. ونقلت شبكة "سوريا مباشر" عن أهالي حي الوعر أن النظام السوري كثف قصفه في الدقائق الأولى من العام الجديد، معربين عن تخوفهم المسبق من تصرفات النظام غير المحسوبة في مثل هذه الأوقات، وكان أحد أهالي الحي ينتظر أمس حلول الليل ويقول "كيف سيفعل النظام بنا عند منتصف الليل"، وكان الخوف من هذه اللحظات ظاهرا على الناس، حتى إنهم ناموا في أماكن ظنوا أنها أكثر أمانا.ومع بدء العد التنازلي لنهاية العام، كانت قوات النظام تجهز الأسطوانات المتفجرة وقذائف الدبابات والهاون الحارقة، لقصف الحي، وارتكاب أكبر مجزرة ممكنة، إذ قامت قوات النظام باستهداف أماكن سقوط الأسطوانات وطرق الإسعاف بقذائف الهاون الحارق، وكان بين القتلى ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة.