في إجراء يعبر بوضوح عن تجاهله للحكومة السودانية ورفض التعامل معها بعث الرئيس الأميركي باراك أوباما برسالة تهنئة للشعب السوداني بمناسبة ذكرى استقلال بلادهم. وقال في رسالته "يحدوني الأمل في هذا العام بتحقيق السلام والأمن في كل أرجاء البلاد التي كانت ذات يوم معبراً للشعوب والحضارات المتنوعة عبر التاريخ. ونيابة عن الشعب الأميركي نهنئكم بمناسبة الذكرى الـ59 لاستقلال السودان". وأضاف "بهذه المناسبة، تشاطركم الولايات المتحدة الأميركية الأمل في تحقيق طموحاتكم لمستقبل مزدهر للسودان، متمنين لكم ممارسة حقوقكم وواجباتكم مواطنين بشكل كامل".

في غضون ذلك أثنى الرئيس عمر البشير على الدور الإيجابي الذي قامت به المملكة العربية السعودية في سبيل دعم وتحقيق السلام في بلاده. مشيراً في خطاب ألقاه أمس بمناسبة الاستقلال إلى المواقف القوية التي أبدتها الرياض على مر التاريخ في دعم الخرطوم والوقوف بجانبها.

كما شدد على استمرار مبادرة الحوار الوطني الشامل، مجدداً الدعوة للحركات المسلحة والقوى السياسية إلى الانضمام للحوار، كما أكد قيام الانتخابات في موعدها المعلن بصفتها شكلاً من أشكال الحوار الجماهيري.

وقال البشير في كلمة ألقاها في الاحتفال بالذكرى الـ59 لاستقلال السودان في القصر الرئاسي: إن مبادرة الحوار ليست مناورة، كما يزعم البعض، وإنما هي رؤية للدولة وهدف استراتيجي لها، مؤكداً عدم السماح لأي جهة بعرقلة الحوار أو إيقافه. وأعاد التأكيد على إعلان سابق بالعفو العام عن كل من يحمل السلاح في حال اختياره طريق الحوار من أجل السلام المستدام.

وأضاف "لن نقبل أي تهديد يمس سيادة السودان، وأمن واستقرار حياة مواطنيه، فنحن دولة ترتكز على سلطان القانون وحكم المؤسسات، نحفظ للعدل مكانته، وللقضاء استقلاله، الذي هو دعامة قوية، وركيزة أصيلة، في تطبيق العدالة وحفظ الحقوق وحمايتها". وأكد البشير أن الانتخابات هي إطار من أطر الحوار على المستوى الجماهيري التي يقول فيها الشعب كلمته، ولذلك لن تعيق الحوار، فضلاً عن أن الانتخابات أُجريت في أوقات كانت تعاني فيها البلاد من مشكلات مثل عام 2010، فضلاً عن أن كثيرا من دول العالم لا تتوقف فيها الانتخابات حتى في أوقات الأزمات.