تقرر أن يناقش مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قضية ازدراء الأديان والتصويت على مشروع قرار حولها، وذلك في دورته القادمة في شهر مارس بعد أن تقدمت السعودية بطلب لذلك إثر الأحداث التي وقعت بعد أن أعادت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية نشر رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن المهم الإشارة إليه أن مشروعا مماثلا كان قد عرض في 2011 على ذات المجلس إلا أنه وبسبب تحالفات دول غربية كما يقول البعض والتي تخوفت مما قد يعنيه القرار من تأثير سلبي على حرية التعبير؛ قامت بالعمل على تمييع القرار وتخفيف صيغته لضمان أحقية الجميع بالتمتع بحرية الرأي.
يوم الثلاثاء الماضي احتفل اليهود والصهاينة منهم على وجه التحديد بالذكرى السبعين على تحرير معتقل "أوشفيتز" البولندي والذي تشير الوثائق إلى أنه قتل وعذب فيه أكثر من مليون يهودي خلال الحرب العالمية الثانية، وأنه في اليوم الذي سقط بيد الجيش السوفيتي في 27 يناير 1945 لم يكن يؤوي أكثر من بضعة آلاف من اليهود بعد أن قتل النازيون معظمهم.
بعد سبعين عاما نجد أن هناك دولا في أوروبا تجرم بالقانون ليس فقط التعبير عن موقفهم المعادي من اليهود بل حتى إنكار حدوث المحرقة أو التشكيك في حجمها الحقيقي، حيث نجد أن كلا من ألمانيا-إيطاليا-فرنسا-النمسا-المجر-رومانيا-بلجيكا-سويسرا-سلوفاكيا-بولندا-لوكسمبورج تجرم كل إنسان يعمل على إنكار أو التشكيك في حدوث المحرقة النازية أو ما يعرف بـ"الهولوكوست".
أمام التصويت في مجلس حقوق الإنسان المقرر في مارس بضع تحديات، على السعودية والدول الإسلامية أن تعمل على إزالتها ومعالجتها، منها أن تعمل على خلق تحالفات لصالحها تمنع حدوث تحالفات معارضة للقرار كما حدث في عام 2011، إضافة إلى توضيح -وبشكل لا يقبل التفسيرات المتعددة- معنى مصطلحات مثل إهانة وتطاول وازدراء، فالكلب أجلكم الله مثلا في ثقافتنا الإسلامية يعد حيوانا نجسا بينما عند الغرب يعتبر الصديق الوفي والعنصر المكمل للعائلة.
اليهود تمكنوا بذكاء من فرض قوانين تعاقب منكري مآسيهم، والدور علينا أن نعمل بذكاء لا عاطفة في فرض قوانين تحمي مقدساتنا، فلنبتعد عن الكلام العاطفي ولنركز على العمل بلغة القانون والسياسة وبناء التحالفات وتبادل المصالح.