يتطلع مشجعو الهلال إلى فترة الانتقالات الشتوية المقرر أن تفتح نافذتها في العاشر من يناير الجاري بشغف كبير لمعرفة الإضافات الفنية الجديدة لفريقهم الذي سيخوض بقية منافسات الموسم الحالي على كل الجبهات، إضافة لنسخة دوري أبطال آسيا المقبلة، قبل أن تغلق أبوابها في الثامن من فبراير المقبل، فيما تتطلب أنظمة المسابقة القارية تحديدا رفع قائمة لاعبي الفرق المشاركة في موعد أقصاه 25 من الشهر الجاري.

ويأتي هذا الترقب من قبل أنصار الفريق الأزرق إفرازا لأوضاع فنية بدت غير مستقرة عاشها فريقهم منذ بداية هذا الموسم، إلى جانب ما تردد عن تمسك المدرب الروماني لورينت ريجيكامب ببقاء مواطنه لاعب المحور بينتلي، والتخلي عن المدافع البرازيلي ديجاو والاكتفاء بالكوري الجنوبي كواك، مبررا ذلك بعدم الحاجة لوجود مدافعين أجنبيين. وأشارت مصادر مقربة من الإدارة الهلالية إلى اقتراب لاعب طرابزون التركي، المهاجم المالي مصطفى ياتبارا وبصورة كبيرة من قيادة هجوم الهلال في المرحلة المقبلة، وتعويض غياب قائد الفريق ياسر القحطاني وإيقاف هدافه ناصر الشمراني آسيويا لثماني مباريات.

وتبقى هوية الأجنبي الرابع أو حتى مركزه غير معروفين حتى الآن، وإن كان الأقرب أن يتم استقطاب لاعب وسط يجيد صناعة اللعب.

البداية بخمسة

حضر اللاعب الأجنبي في الأندية السعودية منذ انطلاقة مسابقة كأس الملك عام 1377 وبرصيد خمسة لاعبين لكل فريق بسبب قلة اللاعبين المحليين، ورغبة في تطوير مستوياتهم في ظل قلة أسعار نظرائهم الأجانب، وتم تقليص عددهم إلى أربعة عام 1380 قبل أن يتقرر بعدها بعام واحد منع الاستعانة باللاعب الأجنبي، وفي عام 1399 تقرر إعادة اللاعب الأجنبي بمعدل ثلاثة لاعبين لكل فريق، وبانتهاء موسم 1402 مُنعت الأندية من الاستعانة بهم، ليعودوا للملاعب مع إقرار نظام الاحتراف عام 1413 واستمر وجودهم حتى الآن.

ويعد الهلال أبرز الأندية استفادة من العناصر الأجنبية بل وأغلاهم سعرا، ولعل أشهرهم النجم البرازيلي ريفالينو الذي حضر للهلال بمبلغ عشرة ملايين ريال وهو مبلغ خيالي في ذلك الزمن، وتكفل بإحضاره كل من رئيس النادي سابقا الأمير عبدالله بن ناصر رحمه الله والأمير عبدالله الفيصل رحمه الله وهو عضو شرف بالنادي، والأمير خالد بن يزيد.

وسجل الإنجليزي أيمن حداد، البرازيلي ريفيلينو، البرازيلي ديه، التونسي نجيب الإمام والتونسي علي الكعبي أسماءهم أول خمسة أجانب في تاريخ الهلال.

الأشهر والأغلى

مر على تاريخ الهلال حتى الآن، ما يقارب 120 لاعبا أجنبيا ارتبطوا مع النادي بعقود رسمية طيلة 53 سنة، ويعود هذا العدد المرتفع إلى كثرة تغيير الأجانب سنويا، وإن كنا قد أشرنا إلى أن ريفالينو هو الأشهر بينهم، فإن السويدي ويلهامسون يعد الأغلى بـ50 مليون ريال، وبجانب هذا الثنائي، سبق للهلال جلب لاعبين عالميين مثل الروماني رادوي والروسي الجنسية الأوكراني الأصل اندريه كانشيلسكي والبرازيلي جيوفاني والبوليفي رالديس والكاميروني سوفو والروماني لوبيسكو والبرازيلي روني.

وفي حين كان الأوروبيون الأقل عددا، سجل البرازيليون أنفسهم كأكثر أجانب الهلال، بيد أن الثلاثي ماسيدو ورينالدو وبرونو كانوا الأقل لعبا مع الهلال، خصوصا الأخير الذي لم يخض لقاء كاملا واحدا، واللافت للنظر أن اللاعبين المغمورين كانوا بين الأكثر نجاحا مع الهلال، خصوصا القادمين من البرازيل، بينما أخفقت الاختيارات الهلالية في أسماء عدة، نذكر منهم الكولمبي فالنسيا، والباراجوياني بياز، والطريف تمثل في التعاقد مع الهندوراسي مارتينيز الذي لم يلعب أي لقاء.

أسماء لا تنسى

ويحفظ نادي الهلال وجماهيره أسماء أجنبية وضع أصحابها بصمتهم المميزة في مسيرة الفريق وأسهموا في تحقيق ألقاب كثيرة، وهم: البرازيليون ريفالينو، سيرجيو، تفاريس، كماتشو، أدميلسون، توليو، نيفيز، التونسي نجيب الإمام، المغربيان أحمد بهجا وصلاح الدين بصير، الزامبي أليجا ليتانا، الليبي طارق التايب، السنغالي موسى نضاو، الكويتي جاسم الهويدي، السويدي ويلهامسون والروماني ميريل رادوي، بجانب آخرين تميزوا بأدائهم أمثال الإكوادوري سوزا وأفضل هداف بتاريخ الهلال العاجي تراوري والكولومبي الكاتو والكويتي بشار عبدالله بيد أن إنجازاتهم لم تصل لمن سبقوهم. ومن المفارقات أن الهلال كان أول من أحضر هؤلاء الأجانب للملاعب السعودية باستثناء سيرجيو الذي لعب للأهلي قبل تحوله إلى الهلال، فيما غادر ستة منهم ليلعبوا لفرق سعودية حيث رحل التايب للشباب ونضاو للرياض وكماتشو للشباب، وغادر تفاريس لقطر، فيما أصبح الثنائي بهجا وسيرجيو بعد انتقالهما من الهلال أفضل أجنبيين في تاريخ فريق الاتحاد.

الأكثر ألقابا

يعد المدافع الزامبي ليتانا أكثر الأجانب استمرارا مع الهلال لعب (خمس سنوات) وأكثرهم تحقيقا للألقاب (عشر بطولات) بيد أنه ساهم فعليا في خمس منها فقط حيث غاب في البقية للإصابة أو لوجوده مع البدلاء. وجاء بعده مدافع آخر هو البرازيلي تفاريس بمساهمته الفعالة في تحقيق سبع بطولات خلال أربع سنوات، من ثم مواطنه كماتشو الذي أسهم خلال عامين فقط في تحقيق خمس بطولات، وتلاه الروماني رادوي بالعدد نفسه ولكن في عامين ونصف العام، وأيضا السويدي ويلهامسون خلال ثلاث سنوات، فيما أسهم برازيلي آخر هو توليو الذي لعب للهلال سنة كاملة مقسمة على موسمين رياضيين في تحقيق أربع بطولات، ثم مواطنه نيفيز بثلاث بطولات خلال ثلاث سنوات ونصف السنة، والليبي طارق التائب بتمثيله الهلال ثلاث سنوات حقق خلالها ثلاث بطولات أسهم فعليا في اثنتين منها فقط. وأسهم ستة لاعبين بفعالية في تحقيق بطولتين خلال مسيرتهم مع الهلال، وهم الكويتي الهويدي وفي فترة لم تتجاوز ستة أشهر قبل تعرضه للرباط الصليبي، والبرازيلي سيرجيو الذي جاء بديلا للهويدي واستمر ستة أشهر فقط، والمغربي بهجا والبرازيلي أدميلسون خلال سنة كاملة لكليهما، فيما كان للبرازيلي ريفالينو والتونسي الامام بطولتين خلال ثلاث سنوات مثلا فيها الفريق، واكتفى المغربي بصير ببطولة في سنة واحدة والسنغالي نضاو بمثلها خلال موسمين.