لمسة وفاء تُشكر عليها "الوطن" بنشرها تقريرا عن جريدة "أم القرى" في عددها الصادر بتاريخ 21 صفر 1436، وهي الصحيفة التي أسميها "أم الصحافة السعودية" وبذرة نموها وانتشارها منذ صدورها في العام 1343، كما أنها الصحيفة التي شكلت جزءا من وعي وثقافة جيلنا باعتبارها لسان حكومة المملكة العربية السعودية وصحيفتها الرسمية التي تعبر عن مواقفها وقراراتها وأوامرها السامية ومشاريعها التنموية، وأعتقد أن هذا التقرير جاء في وقته، لتذكير جيل اليوم بالبدايات الجميلة ونشوء أدوات العصر الإعلامية وتطورها.

وقد سرني جدا أن أرى "الوطن" تستعرض أسماء عدد من رؤساء تحريرها الأفاضل، بعضهم حظيت بشرف المعرفة، وآخرون لم يتسن لي لقاءهم شخصيا، إلا أن جميعهم يستحقون كل التقدير وأجل الاحترام لما بذلوه من جهد في الدفع بمسيرة "أم القرى" رغم بساطة الأدوات وصعوبة الظروف.

ومن باب مشاطرة "الوطن" الوفاء، أرى من واجبي أن أذكّر باسمين شكلا علامة مميزة في مسيرة صحيفة أم القرى ـ ويبدو لي أن اسميهما سقطا سهوا ـ ألا وهما العلامة الكبير المرحوم الشيخ "الطيب الساسي" الذي رأس تحرير الصحيفة، وكذلك أستاذي الفاضل الذي يطيب لي مناداته بالعم حسين عبدالله عقيل، إذ تولى رئاسة تحرير صحيفة أم القرى لسنوات عدة منذ عام 1396 حتى تقاعده.

وقد تسنى لي وأنا أخطو خطواتي الأولى في مسيرتي الوظيفية بوزارة الخارجية، أن أتلمس الجهد الكبير والوفير للأستاذ حسين عقيل في إدارة هذه المؤسسة التي عمل فيها منذ نعومة أظفاره لقرابة الأربعين عاما، عاصر فيها ستة وزراء إعلام منذ عهد وزيرها الأول معالي الأستاذ جميل الحجيلان ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ وكانت أم القرى تشكل للعم حسين عقيل بيته الثاني، وبلغ جهده مداه حينما تقلد رئاسة تحريرها وشهدت الصحيفة تطورا ملموسا "كمّا ونوعا" من خلال زيادة وتوسع عدد صفحاتها وتطور مادتها التحريرية مع الإبقاء على شخصيتها الرسمية، إذ قفزت صفحاتها ـ وفي سياق تطورها ـ من أربع صفحات إلى 24 صفحة لتمكينها من مواجهة الكم الكبير من القرارات والنظم والتعليمات وعقود الشركات والمواد التي يستوجب إعلانها بالجريدة الرسمية للدولة كمواد أساسية، إضافة إلى طباعة عدد 24 صفحة إضافية بمطابع جريدة الندوة كملاحق لعددها الأسبوعي، وذلك لمقابلة الطفرة التنموية التي شهدتها المملكة في مختلف قطاعاتها، واستيعاب عقود الشركات على وجه الخصوص.

ولم يقتصر أمر الصحيفة على ذلك، بل حرصت على طباعة إصدارات أخرى في مناسبات رسمية، كما حفلت بنشر الكثير من المواضيع لمشاهير الكتاب إلى جانب إعداد الريبورتاجات الصحفية، فاستحقت منا كل التقدير والاحترام.