رسالة المملكة العربية السعودية عبر قيادتها وبيت الحكم فيها كانت متجلية وواضحة عنوانها الحب والتآلف والتآخي.

لذا انتقل الحكم بكل سلاسة وأريحية وبما يثبت متانة العلاقة بين صانعي القرار، والوفاء والحب اللذين يجدونهما من أهل هذه البلاد الطاهرة.

وعليه فلم نكن نحتاج إلى من يخبرنا عن بلادنا، ولسنا متطلعين إلى من يقرأ علينا ما يجب أن يكون بيننا، ولا أحسب نعيق الغراب الذي يظهر بين الفينة والأخرى وحين أي تغيير أو مناسبة أو حتى فقد رجل عظيم وتولي عظيم آخر مقاليد الحكم، إلا صوتا نشازا لا يعنينا ولا نأبه به.

ولكن ما يحزننا رغم ثقتنا بأنفسنا وتماسكنا، أن هناك بعض البلهاء يرددون بغباء ما يتم نشره من نعيق وتوافه لأجل تعميمه بينهم دون أن يدركوا ما يرمي إليه من سوء، وكأنهم الصدى المزعج لبعض القنوات الرخيصة والأقلام المأجورة والتغريدات الكاذبة التي تحاول من خلال القذف والاتهام والتشهير أن توجد شرخا بين أبناء البلد الواحد المطمئن لبعد نظر قيادته.

يرمون إلى كيد، ويتمنون الفرقة، ويختلقون قضايا يتمنون البحث فيها والنظر إليها، وإبداء الرأي تجاهها. وأصدقكم القول إننا أصبحنا متعودين على مثل هؤلاء المأجورين، الذين يدركون وهم صاغرون أن المملكة لم تكن في يوم من الأيام دولة بوليسية، ولا شاهد عنف وتقاتل ولله الحمد، بل بلد السلام والمحبة، والقيادات الحكيمة المخلصة لوطنها وشعبها، وهو ما منحها الثبات والرسوخ على مدار أكثر من قرن من الزمان، وستظل بإذن الله كذلك بفضل تماسكها وتلاحمها.

ضربهم الحقد حتى باتوا يصورون كل تغيير أو منح أسماء جديدة الثقة هو الانقسام والتضارب، مع أنهم يعلمون كما غيرهم أن تلك سنة الحياة، ولا يضيرنا أن نشير إلى أحدها الذي بلغ حد الكذب والافتراء، فلم يكن خروج إحدى الشخصيات من منصبها إلا تعبيرا عن التغيير، وتظل من أبناء هذه البلاد كلفت بمسؤولية، ومن يقيمها هم أصحاب الشأن وليست مواقع التواصل التي هبت لاختلاق ما ليس صحيحا، وبكل أسف، إن وسائل التواصل أشبعت الأمر كيدا وتهييجا، بل إن هناك قنوات تلفزيونية عربية ـ كما قناة الجديد اللبنانية التي كنّا نحسبها أكثر حكمة واتزانا ـ تطرح الأمر وفق تصور مستفز مباشرة على السفير السعودي في لبنان علي عسيري الذي كان من الحكمة أن ألجم المذيع.

رسالتنا لشبابنا أنه ليس كل ما ينشر علينا تصديقه، بل إنه ليس كل ما يبثه الإعلام حقيقة، عليهم أن يكونوا أكثر يقظة قبل نشر أو إعادة تغريد ما يضر تلاحم هذه البلاد، خاصة القضايا التي تمس بلادنا، فكم من كاره لها يريد تعميم مثل ذلك ليس إلا، ولغرض في نفسه وفكره، وكم من فكر حاقد يجد في مثل هذه الأقاويل المختلقة فرصة في ظل الانجراف الحاصل في مواقع التواصل.

لنكن أكثر حكمة وتعقلا انطلاقا من ثقتنا بأنفسنا وقيادتنا وفي ظل التلاحم الذي نجده ونلمسه بين القيادة والشعب، بل وفيما يخص أمننا الفكري لنجعل منه خطا أحمر يمنع الاقتراب منه. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ووفق وسدد خطى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.