ما تزال آثار الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في الحادي والعشرين من أغسطس 2013 عندما قصفت بدم بارد مناطق الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، ماثلةً أمام السوريين، ويشاهدون آثارها التي تتجدد كل يوم أمام أعينهم، فإضافة إلى مقتل قرابة 1500 من الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلا أن تداعيات الجريمة وآثارها السالبة لم تقف عند هذا الحد، إذ بدأت تظهر الكثير من آثار التشوه على الأجنة الذين يولدون لآباء عاصروا تلك الجريمة، أو كانوا في منطقة الغوطة الشرقية وقت وقوعها.
وأشار المكتب الطبي في مدينة معضمية الشام في بيان إلى أنه رصدت الكثير من حالات التشوه الخلقي للمواليد، كما سجلت أيضا أكثر من 70 حالة إجهاض، جميعها كانت لآباء تعرضوا للمواد الكيماوية التي قُصفت بها غوطتا دمشق من قبل قوات النظام السوري.
من جهة أخرى، أشارت مصادر إعلامية إلى أن أعداد قوات نظام الأسد تراجعت إلى أكثر من النصف منذ بدء الثورة. وأضافت أن أعداد مقاتلي الأسد تراجعت من نحو 325 ألفا إلى 150 ألف مقاتل فقط. وعزت السبب إلى وقوع خسائر بأعداد كبيرة في الأرواح، إضافة إلى انشقاق الكثير من المقاتلين وهجرتهم إلى خارج البلاد.
وكانت مصادر متخصصة قد قدرت عدد القتلى في صفوف النظام بنحو 50 ألف قتيل، مما يعني أن 75 ألفا آخرين انشقوا عن النظام أو هاجروا خارج سورية. مما دفع السلطات السورية إلى شن حملة شعواء لاستقطاب مقاتلين جدد، إذ يركز النظام على حشد الشباب ودفعهم قسرا إلى مراكز التجنيد، لا سيما وأن الكثير من الفصائل الشيعية المرتزقة التي كانت تقاتل إلى جانبه، والفصائل العراقية قد غادرت الأراضي السورية، بسبب انشغالها بمواجهة "داعش" في بلادها.
في سياق ميداني، سيطر الجيش الحر أمس على منطقة المعامل بمخيم حندرات شمالي حلب، إثر اشتباكات عنيفة دارت مع قوات الأسد والميليشيات الطائفية هناك، وقالت حركة "حزم" إن هذه العملية أسفرت عن مقتل عشرات من قوات الأسد، فيما أشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن عدد القتلى يزيد على 50 قتيلا.
وفي ريف القنيطرة، لقي عشرة عناصر من قوات الأسد مصرعهم أمس، وجرح 20 آخرون، خلال اشتباكات اندلعت بريف القنيطرة، في إطار معركة جديدة أطلق عليها اسم معركة "وأد الفتنة"، أسفرت عن سيطرة موقتة على سرية "منط الفرس"، قبل الانسحاب منها إثر قصف جوي كثيف، كما دمر الحر دبابة لقوات الأسد وقتل من فيها، وسط قصف بقذائف الهاون على مواقع قوات النظام.
وفي ريف دمشق انشق حاجز كامل لقوات الأسد في مدينة يبرود بكامل عتادهم وأسلحتهم، وتم تأمينهم من قبل الجيش الحر، وعددهم سبعة عناصر. فيما اقتحمت كتائب الثوار حاجزي المزابل وضهر القضيب في مدينة الزبداني واغتنموا أسلحة وذخائر وقتلوا عددا من قوات نظام الأسد.