قال باحث في تاريخ مدينة جدة بوجود مدينة أخرى قديمة مدفونة تحت المدينة الحالية.
وأشار الكاتب عبدالوهاب أبو زنادة إلى أن الدراسات البحثية في علم الآثار عن "جدة التاريخية" تثبت وجود مدينة مدفونة تحت المدينة الأصلية في المنطقة التاريخية التي تعد هي الأخرى تاريخاً وأثراً يشار إليه، لافتاً إلى أن الملاحظ عند زيارة شارع قابل والمرور بمسجد المعمار بالمنطقة التاريخية يشاهد أن الضلع الجنوبي لمسجد المعمار يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، بينما لو حضر الزائر من البوابة الشمالية للمسجد يجده على امتداد الشارع المرتفع نفسه وهو ما يدل على أنه مبني على تلة عظيمة، تعرف بهضبة جدة الشمالية الكبرى والممتدة إلى الجامع العتيق داخل المدينة التاريخية، ويرى المشاهد انحدار زاوية مسجد عثمان بن عفان، متوقعا أن تكون هذه التلة التي تبلغ مساحتها نحو كيلومترين تقريبا، هي المدينة الأصلية التي دفنت وبنيت عليها المدينة الحالية، وهي المنطقة المحددة الآن بحارة المظلوم، والجزء الشمالي الشرقي من حارة الشام، منوهاً بأن هناك دلائل أخرى في منطقة قلعة القشلة، إذ إن القادم لتلك المنطقة من الناحية الشرقية الفاصلة بينه وبين مقبرة "أمنا حواء" يصعدها صعودا بعكس القادم من الجهة الأخرى التي يجدها محاذية للشارع.
وألقى انضمام المنطقة التاريخية بمدينة جدة إلى قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو بظلاله على مهرجانها السنوي، الذي تنطلق فعالياته في الـ23 من ربيع الأول الحالي، بصبغة ثقافية تربط الماضي بالحاضر. وأكد محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز أن وجود "جدة التاريخية" ضمن قائمة التراث العالمي يحتاج من الجميع مسؤوليات مضاعفة ليس فقط للمحافظة عليه، وإنما لتعزيزه بعدد من القيم التي تجعل من هذا الموقع التاريخي منطقة جذب للسائحين والمهتمين بالتراث والثقافة في المملكة وكل أنحاء العالم. وعدّ محافظ جدة النجاح الذي تحقق في مهرجان "جدة التاريخية" العام الماضي بأنه نتاج طبيعي ومباشر لجهود كبيرة بداية من دعم غير محدود من قائد المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - أيدهم الله -، وبعمل مخلص لم يتوقف لحظة من مُلاك وأهالي المنطقة التاريخية في منظومة متكاملة توجت بهذا الإنجاز الذي يعتز به كل مواطن على هذه الأرض الطيبة، مما دعت الحاجة إلى إقامته كل عام بالتعاون مع جميع القطاعات.
وثمن محافظ جدة دور الأهالي والمُلاك في ترميم وإحياء بيوتات جدة ومساكنها القديمة، والمداومة على صيانتها.