يا لها من ليلة حزن تلك التي بيتتنا متدثرين بالألم لفراق الحبيب: الملك عبدالله، ويا له من صباح طمأنينة ذلك الذي صبحنا بالحبيب سلمان ملكا، وهذه هي المملكة العربية السعودية لمن يعرفها، سفينة مستقرة مهما كان مزاج المحيط، وأي محيط عاصف في كل اتجاه.. يمنا وشاما، شرقا وغربا.. ويا لها من سفينة ثابتة هذه التي تحملنا إلى شواطئ الأمان، كلما هز المملكة حدث جلل أخذ الإعلام العالمي (يحلل) ويتوقع ويبني نظريات واحتمالات، حدث هذا حين استشهد الملك فيصل -عليه رحمات الله- في وقت كان فيه جبلا عملاقا نستظل بظله، قائد ومفكّر قلّ أن يجود الزمان بمثله، ليفاجأ العالم بالمملكة كلها تردد (ربنا واحد ودربنا واحد، كلنا فيصل وكلنا خالد)، وحدث مع وفاة كبار الأمة خالد وفهد سلطان ونايف ثم عبدالله رحمهم الله أجمعين، وفي كل مرّة كان لسان حال المملكة هو الفيصل الذي في حدّه الحد بين الجد واللعب، يثبت للعالم أن الحزن الكبير يواجهه إيمان أكبر، وكما قال سلمان الفكر والمحبة (ولا نقول إزاء هذا المصاب الجلل إلا ما أمر الله به.. إنا لله وإنا إليه راجعون)، يجد العالم أن المملكة تتقدم ولا تتقهقر، تتحد ولا تتفرق.. محافظة على ثوابتها وأولها الإيمان بالله، وتحكيم شرعه، وتبقى صورة السعوديين وهم يقدمون العزاء والبيعة لولاة أمرهم هي المتسيدة في الإعلام، تدهش العالم، وتعطي أنموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

رحم الله فقيد الأمة الملك عبدالله، وأعان الله قائد الأمة الملك سلمان، وولي عهده، وولي ولي عهده.