فيما أعلنت دمشق أول من أمس، استعدادها للمشاركة في لقاء يضم أطراف المعارضة تنظمه روسيا نهاية الشهر المقبل، قال الائتلاف الوطني في تغريدة على موقعه الرسمي: إن "دعوة موسكو للحوار مع نظام بشار الأسد نتائجه غير مأمونة".
ونقلت مصادر عن الائتلاف الوطني، أن التجارب السابقة مع نظام الأسد تزيد من انعدام الثقة في تقبل النظام لرغبة السوريين في أن يكون إطار "جنيف 1" هو المرجعية لذلك اللقاء بما يتضمنه من آليات الانتقال السياسي وإعادة كتابة الدستور في ظروف آمنة ومحايدة.
وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة قد التقى بوزير الخارجية المصرية سامح شكري أول من أمس، ضمن اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين مصريين ومسؤولين بالجامعة العربية ـ وتناولت اللقاءات الأوضاع الحالية في سورية والأطروحات والمبادرات التي تناقلتها وسائل الإعلام، وخطة المبعوث الدولي إلى سورية "دي ميتسورا" ورؤية الائتلاف الوطني حولها والظروف المناسبة لإنجاح مثل هذه المبادرات مع وجود ضمانات دولية بشأنها.
وقال البحرة في تصريح صحفي: "إننا توجهنا إلى جنيف سابقا وتفاوضنا ولاحظنا أن النظام لا يملك الجدية للتفاوض ولا الإيمان بالوصول إلى حل سياسي، وبالتالي لابد من تدخل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة للضغط على النظام من أجل ذلك، وحتى هذه اللحظة لا توجد الإرادة الدولية للضغط نحو حل سلمي وسياسي في سورية".
ومن جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، أن تكون هناك مبادرة مصرية رسمية بشأن الأزمة السورية. وقال في تصريح صحفي: "إن هناك جهودا مصرية تهدف إلى وقف سفك الدم السوري اليومي"، مضيفا "أن القاهرة تجري حوارا مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية".
وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة: "إن اللقاءات التي عقدها رئيس الائتلاف السوري، تحدثت عن وجود أفكار للحل، لكنها لم تتبلور بعد في صورة مبادرة روجت لها وسائل الإعلام قبل أيام".
وعلى الصعيد الأمني، استهدفت قوات النظام حي الوعر في مدينة حمص، بقذائف تحوي مادة "النابالم" الحارقة، ما أوقع عشرات الجرحى في صفوف المدنيين بين مصابين بحروق شديدة، وحالات اختناق بالغازات المنبعثة من القذائف. وقالت تقارير: "إن المادة التي خرجت من القذائف نشرت حرارة عالية جداً، أدت إلى صهر الحديد في المناطق المستهدفة، كما أن رشها بالماء يزيدها اشتعالاً".
من ناحية ثانية، بدأ عدد من معتقلي سجن حمص المركزي، أول من أمس، إضراباً عن الطعام والشراب، في محاولة جديدة للضغط على نظام الأسد لإطلاق سراحهم. وأظهرت صور وتسجيلات مصورة من داخل السجن، عشرات السجناء قاموا بوضع لافتات على جدران السجن كتبوا عليها مطالبهم التي تتمثل في أغلبها بإطلاق سراحهم واعتبار محاكماتهم غير قانونية.
إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، أن تنظيم "داعش" أعدم نحو ألفي شخص في سورية ينتمي نصفهم إلى عشيرة الشعيطات السنية التي رفضت مبايعة التنظيم، وذلك منذ نهاية يونيو.
وأشار المرصد إلى أن عمليات الإعدام "تمت رميا بالرصاص، أو بالنحر أو الرجم". ونفذت هذه العمليات في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، لافتا إلى أن من بين ضحايا الإعدامات، عددا كبيرا من المدنيين بينهم أطفال ونساء.