شنت مقاتلات الجيش الليبي أمس، للمرة الأولى منذ بداية النزاع، غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي ميليشيات "فجر ليبيا" المسلحة، بعد إغارة هذه الأخيرة على مرفأ السدرة النفطي حيث تشتعل النار في سبعة خزانات للنفط.

وتبنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي هذه الغارات، بحسب المتحدث الرسمي باسمها العقيد أحمد المسماري، الذي قال في تصريحات صحفية إن "هذه الغارات جاءت بعد محاولة ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية الإغارة على مرفأ السدرة النفطي في منطقة الهلال النفطي".

وأوضح المسماري أن "ميليشيات فجر ليبيا أغارت صباح أمس، على مرفأ السدرة النفطي بمقاتلة ميج 23 استخدمتها للمرة الأولى أمس"، مشيرا إلى أن "هذه الطائرة وهي من مخلفات نظام القذافي العسكرية، انطلقت لتنفيذ غارتها على السدرة من مطار الكلية الجوية في مصراتة وهو ما جعلنا نستهدفه إضافة إلى مواقع لهذه الميليشيات". ولفت إلى أن "غارة ميليشيات فجر ليبيا أخطأت أهدافها في السدرة نتيجة للدخان الكثيف من خزانات النفط التي تسببوا في احتراقها منذ هجومهم على المرفأ الخميس الماضي"، معلنا أن "عدد الخزانات المحترقة بلغ حتى الآن سبعة خزانات".

من جانبه، قال مسؤول محلي في مصراتة شرق العاصمة طرابلس، إن "غارات جوية استهدفت أمس ثلاثة مواقع حيوية في مصراتة للمرة الأولى في تاريخ الصراع بعد سقوط معمر القذافي" أواخر 2011، مؤكدا أن هذه الغارات "أخطأت أهدافها ولم توقع خسائر مادية أو بشرية".

وأوضح المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه أن "صواريخ المضادات الأرضية الكثيفة أطلقت باتجاه السماء وتعاملت مع الهجوم ما منع الطائرة المغيرة من الاقتراب وإطلاق عبواتها بدقة على الأهداف التي هاجمتها".

وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي في منطقة "الهلال النفطي" شرق البلاد هددت ميليشيات فجر ليبيا باستهداف مواقع في مصراتة، ما لم تعد إلى مدينتها في غرب ليبيا وتوقف هجماتها، خصوصا بعد إطلاقها الخميس الماضي قذيفة صاروخية في اتجاه مرفأ السدرة النفطي، ونشوب حريق امتد إلى سبعة خزانات نفطية، مما دفع الحكومة المعترف بها دوليا إلى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليه.

ومن جانبه، رأى وزير الدفاع الفرنسي جان إي لودريان في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دي ديمانش" أن جنوب ليبيا "تحول معقلا للإرهابيين" لكنه أكد أن أي تدخل عسكري مباشر في هذه المنطقة غير وارد حتى الآن.

وقال "نشهد حاليا ظهور نقاط ترابط بين تنظيم داعش، ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بالقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، وخصوصا في درنة بليبيا حيث يحاول داعش الإمساك بزمام الأمور".

ورأى الوزير في المقابلة أن "توجيه ضربة من دون حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة"، مؤكدا أن "ليبيا بلد مستقل".