لطالما نعت الشعب السعودي بحبه للإجازات، وفرحته بها، خاصة تلك التي تأتي عامة لكل الشعب أو شريحة كبيرة منه، فلا ترتبط بإجازات الشخص نفسه، ولا بالقطاع الذي ينتمي له، لأنها تأتي في الغالب الأعم إما تعبيرا عن الحب والولاء من الشعب لوطنه وقيادته كاليوم الوطني، وإما تعبيرا عن الحب والحرص على الشعب من قبل قيادته ووطنه، كما يحدث من إعلان الإجازات في أيام الغبار الشديد أو السيول حفظا لأرواح الناس وصحتهم من الطلاب والموظفين، ويحق للشعب وقتها الابتهاج بهذا الأمر، لكننا بالأمس لم نبرح مظلة الحزن التي خيمت علينا رغم أن الأمس كان أول يوم في الفصل الثاني من السنة الدراسية، وقد أعلن إجازة رسمية في كل قطاعات الدولة، إلا أن الشعب بأكمله كان حزينا، لأنها حداد على روح والد لم نتخيل فقده، فقبل الإعلان عنها كنا نعد الخطط كمعلمات لتفعيل أول يوم دراسي لتأبين والدنا الراحل، لنستمع إلى مشاعر بعضنا لحظة فقده، لنتعاهد على المضي قدما على نهجه وسيرته، وما كانت تعنينا هذه الإجازة التي لم نرغب فيها يوما.