دخل الروائي المصري هشام الخشن عالم الكتابة متأخرا، وعلى الرغم من ذلك حققت أعماله نجاحا مدويا حتى إن بعضها سيتحول الى أعمال تلفزيونية. ومن أهم الأعمال التي حققت نسبة مبيعات عالية كتاب "حكايات مصرية جدا" الذي يضم 19 قصة قصيرة.
الخشن تحدث إلى "الوطن" قائلا: "تمثل هذه القصص سيرة ذاتية خيالية، لكن ندمت على وضع هذا الكم الكبير من الشخصيات في كتاب واحد، إذ كان من الممكن استثمارها وتطويرها في روايات أخرى".
*كان واضحا من أبطال القصص القصيرة أنها واقعية جدا. هل تعمدت ذلك؟
-هناك ست أو سبع قصص واقعية، فيما بقية الحكايات غير حقيقية، إذ أضفت إليها تغييرات من وحي خيالي. أردت مواجهة مجتمعنا من خلال أبطال "حكايات مصرية جدا" الذين ننكرهم أحيانا. لذلك أردت أن أكون صادقا في طرحي الأدبي، من خلال اعتماد الواقعية من وقت الى آخر.
*ما الشخصيات التي ينكرها المجتمع وعمدت إلى الكتابة عنها؟
- أردت الكتابة عن شخصيات تعيش الازدواجية، فتخفي وجهها المعيب وراء قناع رائع من أعمال الخير!
*تميز الأدب المصري بالكلاسيكية وتغير للواقعية.. هل هذا الأمر سيجعل الناس أكثر قربا من الأدب؟
- الأدب الكلاسيكي حالة مستمرة لا تعرف الفناء، وظهور أديب مصري مثل علاء الأسواني، جاء بعد حالة ركود أدبي طويل، بعمل واقعي صادم هو رواية "عمارة يعقوبيان"، التي رسم من خلالها شخصيات "تابو" في المجتمع المصري مثل الوزير الفاسد والصحفي الشاذ. من هنا فتح علاء الأسواني الباب لكثير من الأدباء ليسيروا على خطاه.
*ما اللغة التي يمتلكها الأديب لمخاطبة القارئ، بعد استحالة الاستمرار في تسطيح العقول؟
- كل اللغات والأدوات الأدبية مفتوحة أمام الكاتب. والأهم قدرته على الوصول إلى القارئ. لدينا أمثلة في عالمنا العربي مثل علاء الأسواني وأحلام مستغانمي. كل منهما مدرسة أدبية مختلفة عن الآخر، لكن يجمعهما التماهي مع القارئ.
* حدثنا عن تجربة "دويتو" مع الكاتبة المصرية رشا سمير؟
- الكتاب عبارة عن 18 قصة، وكتب كل منا قصة منفردة. هناك قصص كتبتها ثم ردت عليها رشا بقصص مماثلة. وهناك قصص بدأتها رشا ثم استكملتها أنا والعكس صحيح. انطلقنا من ضرورة عمل كتاب يخلط بين الفكر الذكوري ونظيره الأنثوي. اتفقت مع رشا على كتابة كتاب سويا. دافعت أنا في بعض القصص عن المرأة، فيما دافعت هي في البعض الآخر عن الرجل! هناك قصص بدأت في كتابتها ثم استكملتها رشا وأخذتها في اتجاه آخر! والمفارقة أنه لم يكن هناك اتفاق مسبق على مواضيع الكتاب. مثلا تفاجأت بأنها بدأت كتابة قصة في الزمن الفرعوني، ما اضطرني إلى قراءة جزء غير يسير من هذا التاريخ على مدى أسبوع، حتى يتسنى لي استكمال الحكاية!