كل هذا الأسى الهادر. كل هذا الحب الجارف، يجعلنا نتوقف ولو للحظات خاطفة ونتساءل: لماذا هذا البحر من العواطف الجياشة من الجميع؟ لماذا كل هذا الحزن الظاهر دونما تزلف أو توجيه؟
إنها شواهد الله في أرضه، فكل هذه المشاعر التلقائية ما كانت لتظهر لولا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- كان محبا صادقا لشعبه، وكان باذلا من وقته وصحته الكثير والكثير، ولعل جولة سريعة على وسائل الاتصال الاجتماعي المتعددة تجعلنا ندرك حجم المصاب ومدى الحزن الكبير الذي لف ليس فقط بنات وأبناء مملكتنا الغالية، بل حتى جموع المحبين من العرب والمسلمين والأصدقاء.
أَهُم من طالبات وطلاب برنامج الابتعاث الطموح؟ الذي لم يماثله برنامج على مستوى المعمورة كلها، أم هم طلاب وطالبات الجامعات الجديدة؟ أم هم من شباب المملكة ممن تلقوه هديته إستاد "الجوهرة" وفي الطريق إحدى عشرة جوهرة أخرى، أهم من العلماء ممن سعدوا بدار الحكمة الجديدة: "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية"؟ أم هم موظفو البند 105 ممن أمنوا مستقبلهم وحسنوا من أوضاعهم؟ أم هم من موظفي الحكومة ممن تلقوا الزيادة في رواتبهم؟ أم هي المدن الطبية الست؟ وغيرها كثير مما لمسه المواطن والمقيم على مدى السنوات الماضية.
لقد أحب الملك الراحل شعبه فبادله الشعب حبا ووفاء، وعمل ليل نهار في سبيل رفاهية أبنائه وبناته، مما جعل بلادنا تستمر في مسيرة البناء والتنمية، وأن تواصل بروزها على المستويين الإقليمي والدولي، وهو النهج القويم الذي سار عليه ملوك هذه الدولة الرشيدة، منذ مؤسسها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وسوف يستمر به ملكنا السابع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.