رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز مخلفا حزن العالم عليه. رحل مخلفا أرشيفا كبيرا من المآثر الطيبة في الإعلام العربي. رحل مخلفا دهشة الإعلام الغربي من أعظم ملوك الأرض الذي يدفن في قبر مثل قبر أي مواطن سعودي، بلا أي معالم تبين أنه قبر يضم جسد ملك.

رحل الملك عبدالله مخلفا الكثير والكثير من السمعة الطيبة له ولوطنه. رحل تاركا لخلَفه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تركة ضحمة من الإصلاحات بعضها أنجز وبعضها ينتظر مواصلة الإصلاح والنجاح، وقد أعلن الملك سلمان مواصلة المسيرة؛ لأنها دولة بناء منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله.

السعودية بلد معطاء لأهلها وللأشقاء. السعودية بلد كريم في كل شيء، وكان عهد الملك عبدالله كريما جدا في الإصلاح والتنمية والتطوير، وقد كان الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز شريكا رئيسا في مسيرة الإصلاح الكبيرة التي بدأت في عهد الملك عبدالله، وغيرت ملامح البلد، ورفعت السقف في كل شيء، في التنمية والتطوير والحرية، لذلك فإن الملك سلمان قادر على مواصلة المسيرة بصحبة شعب يحب وطنه وقادته.

كتب جهاد الخازن: "أعترف أنني بعد طول إقامة في الغرب فوجئت بتنكيس الأعلام حدادا على الملك عبدالله في بريطانيا، فهي المرة الأولى على ما أذكر التي يُتخذ مثل هذا القرار تقديرا لزعيم عربي. رأيت علم بريطانيا منكسا على قصر بكنغهام وذهلت".

ووصف جمال خاشقجي السعودية بعد رحيل الملك عبدالله فقال: "المملكة العربية السعودية بخير، مر الربيع العربي فمضى من حولها، شعرت به، أحست بهبوبه ورأت سخونته من حولها، ولكنها بحاجة إلى إصلاح، يعزز قوتها ويثبت استقرارها، والملك سلمان بن عبدالعزيز قادر على ذلك بحكم خبرته العريضة والعميقة في الحكم منذ أكثر من نصف قرن، وميزة أخرى اختص بها، أنه أكثر أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود شبها به في الحديث والهيئة، ومن أعرفهم به من خلال عنايته بتاريخه وتراثه، فهو المؤسس لدارة الملك عبدالعزيز المعنية بذلك".

(بين قوسين)

بعد رحيل الملك عبدالله انفتح "الصندوق الأسود" فشاهدنا على MBC فيلما وثائقيا عن حياته وأفعاله، وقرأنا حوارا له مع صحفيين سعوديين لم ينشر في حياته، وكان الإعلامي القدير جمال خاشقجي وثق شيئا منه ونشره في زاويته في "الحياة" بعد الرحيل، وقرأنا شهادة القاصي والداني في ملك كنا نظن أننا نعرف عنه كل شيء.