في هذه المواقف المحزنة، وفي لحظات سماع أنباء ثم تأكيد رحيل قائد أمة وخادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، قد لا تغير كلمات النعي ولا محاولات تكذيب النفس لتقبل رحيل من لهم بصمة في حياتنا بسهولة أي شيء.

نعم، لن تغير شيئا ولن تمنع ما قدر الله وأمر، لكنها تظل كلمات نخطها للتاريخ ولنقول لأحفادنا وللأجيال القادمة أن تدعو بالرحمة لهذا الملك الراحل الذي لم يطالب بالتغيير، بل قام به وحرك الجميع نحو التغيير للأفضل في كل شي وفي شتى المجالات. اللهم ارحمه فهو من ضاعف عدد الجامعات من 7 إلى أكثر من 20 جامعة. اللهم ارحمه فهو من رسم استقرار انتقال الحكم بإنشائه هيئة البيعة. اللهم ارحمه فهو من لم يبخل على زرع وغرس العنصر البشري في حقول العلم فابتعث وكافأ وموّل كل من يطلب العلم من أجل إعمار الأرض، وبناء الهوية العملية العلمية للأجيال القادمة. رحمة الله عليه وهو يؤسس ويفتتح أكبر التوسعات في أطهر بقاع الأرض. رحمه الله وهو من ردد بأعلى صوته أن المرأة أمه وأخته وابنته فمكنها وعينها في مجلس الشورى. رحمة الله عليه بعدد ما دعا له حاج أو معتمر ركب القطار وصعد جسر الجمرات وأتم نسكه وشرب من ماء زمزم ثم استلم نسخته من المصحف مجانا لوجه الله. رحمك الله بعدد تفريجك كُربة وعلاج إنسان وعتق رقبة. رحمة الله عليه وهو يوحد صف دول الخليج بالحكمة والحنكة بدور الأب والأخ الأكبر للقادة والزعماء العرب. رحمة الله عليك يا ملك الإنسانية ونسأل الله أن يجعل مقامك في عليين.

خاتمة: وداعا في الدنيا ولقاء في الجنة بإذن الله.