مجموعة من السمات الشخصية التي تمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، جعلت منه شخصية محبوبة من كل فئات شعبه، لا يجد صعوبة في النفاذ إلى كل القلوب بلا استثناء، إضافة إلى أنه قائد فذ، وحكيم محنك، صنعت منه التجربة والمراس شخصية يصعب تكرارها.

إن البساطة التي تميز بها ملكنا الراحل، طيب الله ثراه، انعكست في خطاباته لشعبه، فهو يرتجلها ارتجالا، كما يخاطب الأب أبناءه، فلا يتكبد فيها عناء الرسميات والخطابات المقولبة، مما جعل الجميع يصغي إليه بقلبه قبل عقله، خاصة وأن عطف الأبوة واضح في خطابه المعتدل حتى لأبناء الوطن العاقين أو المتمردين، إذ يدرك بحصافته الأسلوب الأمثل لاحتوائهم جميعا، بل ذهب ـ رحمه الله ـ لأبعد من هذا في التعاطي مع من عاملهم كالأبناء والبنات، وتأكد من حبهم له ومبادلتهم إياه نفس المشاعر، معتمدا مبدأ الشفافية مع كل شعبه، فأطلعهم على كل صغيرة أو كبيرة تلم به، مثمنا قلقهم عليه، مطمئنا إياهم عن صحته، طالبا منهم الدعاء له، حتى أصبح الوطن في عهده، رحمه الله، أسرة واحدة كبيرة، لم يزدها تمددها واتساعها تحت جناحي والد وقائد جمع بين القوة والرحمة إلا ترابطا وتماسكا، رحمك الله أيها الوالد العظيم.