تتطابق عبارة أطلقها ذات يوم الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت بحذافيرها مع سياسات حزب الله اللبناني، الذي حول بندقيته التي زعم لسنوات خلت أنها لمقاومة إسرائيل، ووجهها إلى صدر الشعب السوري، إذ قال روزفلت: "ربما كان البعض يتظاهرون بكراهية أميركا، لكنهم حتما لن يستطيعوا كراهية دولارها".
وبدأ الفساد خلال السنوات الماضية ينخر جسد حزب الله، حيث وجدت تل أبيب ضالتها باختراقه عبر تجنيد جواسيس عدة في صفوفه، وما حادثة مسؤول العمليات الخارجية محمد شوربا الذي قام ببيع معلومات خاصة بالحزب - لمن يصفه محور "المقاومة" بالعدو- في مقابل ثمن بخس، إلا صورة من صور فساد ميليشياته.
ويربط مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبة قطيشا - في حديث له مع "الوطن"- فساد عناصر الحزب بما قال إنه "ضعف في البنية ترتكز بوجهها الحديدي على المنفعة الخاصة لا على الثوابت والمبادئ الوطنية، باعتباره يقدم مصلحة إيران على المصلحة اللبنانية".
ويؤكد النائب اللبناني عضو كتلة المستقبل إنطوان زهرا للصحيفة أن الحزب مليء بالجواسيس، محذراً مما سماه أكاذيب تعتمدها قيادته حول قدراتها التحصينية العالية، وهو الأمر الذي عده لـ"الاستهلاك الدعائي والتخويف".
"ربما كان البعض يتظاهر بكراهية أميركا، لكنهم حتماً لن يستطيعوا كراهية دولارها"، عبارة شهيرة أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت، ويبدو أنها انطبقت بحذافيرها على عناصر حزب الله وقياداته العليا، الذين صدعوا رؤوس الناس "بقيامهم بواجب المقاومة، ومهمة الدفاع عن لبنان في وجه العدو الإسرائيلي، والتصدي لأخطار الإرهاب.. وغير ذلك من المزاعم والدعاوى التي باتت أسطوانة مشروخة". لكن الحقائق على الأرض تؤكد أن عناصر الحزب المذهبي والغون حتى آذانهم في العمالة للعدو الإسرائيلي، والتجسس لحسابه.
بالأمس القريب، وفي امتداد للفضائح المدوية، مثل فضيحة الفساد المالي التي كشفت "الوطن" النقاب عنها أخيراً، تلقى الحزب صفعة كبيرة جديدة، عندما اتضح أن أحد قيادييه البارزين، ومسؤول العمليات الخارجية محمد شوربا، ليس سوى عميل إسرائيلي، تخفى في ثياب أتباع الحزب المذهبي كثيراً، وباع أسراره للموساد بثمن بخس، دراهم معدودة، لا تسمن ولا تغني من جوع.
والمكمن المثير للسخرية أن العميل شوربا - إضافة إلى إشرافه على العمليات الخارجية للحزب - كان قيادياً داخل الوحدة المختصة بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية!
وتتمثل الجزئية التي تثير مخاوف القائمين على أمر الحزب في حجم الفائدة الاستخبارية التي يمكن أن يكون العدو الإسرائيلي قد حققها من عميله الذي لا يبدو أنه سيكون الأخير، حيث إنه هو مسؤول العمليات الخارجية، التي يزعم حزب الله أنها تستهدف الإسرائيليين في الخارج، والتي ما قتلت ذبابة، ولا حققت هدفاً ذا قيمة، ولا تعدو أن تكون مجرد "مراهقة سياسية أو عسكرية" يعود أثرها بالسلب على استقرار لبنان وأمن مواطنيه.
والأخطر في الأمر هو ما يؤكده محسوبون على الحزب، من أن الجواسيس - على شاكلة شوربا ورفاقه - يقفون وراء عمليات القتل التي تعرض لها الكثير من قيادات الحزب، مثل عماد مغنية، الذي تسلم شوربا نفسه مهمات عمله عقب مصرعه، وأنهم السبب في كشف تورط الحزب في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وتزويد الخصوم بمعلومات عن أسماء من نفذوا العملية أو من شاركوا فيها، أو أماكن اختبائهم، وهي معلومات بات يعرفها كل من له اطلاع على سير القضية.
ولأن الحزب لم يعرف في تاريخه مبدأ الإقرار بالخطأ، أو مراجعة المواقف لتصحيح المسار، فقد عمد كعادته إلى البحث عن مشجب يعلق عليه إخفاقاته وعجزه، ولم يجد بالطبع أفضل من الولايات المتحدة، ليوجه لها سهام اتهاماته بالوقوف وراء عمليات تجنيد الجواسيس والعملاء داخل الحزب، وكأن واشنطن هي التي تجسست عليه، وكان الأجدى له أن يوجه الاتهام للدولار الأميركي، فهو السبب الرئيسي وراء تهافت عناصره على العمالة لإسرائيل، فما اعتادوا القدرة على الوقوف في وجهه، ولم يمتلكوا يوماً القدرة على مقاومة سحره وتأثيره.
فما هي الأسباب التي يمكن أن تدفع قياديي الحزب الطائفي للعمالة؟ وهل هناك أسباب أخرى إضافة للرغبة في الحصول على المال؟ وما هو حجم المعلومات التي يمكن أن يكون الموساد قد حصل عليها من شوربا؟ وكيف السبيل للرد على دعاوى الحزب المتكررة عن تحصيناته التي تمنع حدوث اختراق في بنيته الداخلية؟ أسئلة تحاول "الوطن" الحصول على إجابات لها في سياق التحقيق التالي:
ضعف البنية الداخلية
بداية، يؤكد مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" وهبي قاطيشا، أن انكشاف أمر وجود جواسيس داخل حزب الله ليس بالأمر الجديد، مؤكداً أن ذلك قد حدث مراراً وتكراراً في الماضي، وقال وجود الجواسيس داخل هذا الحزب أمر معهود وليس جديداً ويعود إلى سنوات خلت، وفي الأخبار المؤكدة أن فرع المعلومات في لبنان ألقى القبض منذ عام 2005 وحتى اليوم على عدد كبير جداً من العناصر الحزبية التابعة لحزب الله، بجرم العمل لصالح العدو الإسرائيلي، وهؤلاء هم اليوم قيد المحاكمة في لبنان. كما يحصل من وقت لآخر. وإضافة إلى العناصر التي يتم الإعلان عن كشف عمالتها وجاسوسيتها بين الحين والآخر، فإن عمليات إعدام كثيرة كانت تتم داخل الحزب، بعيداً عن الإعلام، وينفذها الحزب على عناصره التي يكتشف تعاملها مع العدو، وذلك وسط كتمان شديد، لئلا يؤثر ذلك سلباً على صورته لدى المواطنين، وعلى معنويات أتباعه.
ويشير قاطيشا إلى وجود خلل داخل بنية حزب الله، مرجعاً ذلك السبب إلى وراء وجود هذا الكم الهائل من الجواسيس، ويقول "السبب في "احتكار" الحزب لهذا العدد الأكبر من الجواسيس بين كل المكونات اللبنانية، هو بالحقيقة الضعف في بنية الحزب التي ترتكز بوجهها الحديدي على المنفعة الخاصة وليس على الثوابت والمبادئ الوطنية. فالحزب يقدم مصلحة إيران على المصلحة اللبنانية".
سباق المصالح الشخصية
ويوضح قاطيشا أن وجود الجواسيس بهذه الكمية داخل الحزب يؤكد حقيقة واحدة، هي أن عناصر الحزب - حتى القيادية منهم - يقدمون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، ويبرهن على ضعف القناعة أو الإيمان بموجهات الحزب وقواعده التي قام عليها، ويقول "هذه الواقعة تؤكد أفضلية المنفعة الشخصية لدى أفراد الحزب، على المصلحتين الوطنية والقومية، التي يحاول الحزب ترويجها عن نفسه لدى الرأي العام الوطني اللبناني، أو القومي العربي، أو الإسلامي الأوسع. وليس الانتماء للحزب سوى مطية لهؤلاء لتأمين منافعهم الشخصية على حساب الانتماءات الأخرى الوطنية والقومية والدينية".
ويبرهن قاطيشا بالأدلة والبراهين على أن الحزب مخترق بصورة لم يسبق لها مثيل، مرجحاً إمكانية كشف المزيد منهم في المستقبل القريب، وتابع "الوقائع تدحض ادعاء حزب الله بأنه حزب محصّن ضد الاختراق. لا بل أثبتت هذه الوقائع أن كل الجواسيس الذين ألقي القبض عليهم في الداخل اللبناني منذ عام 2005 حتى اليوم، باستثناء اثنين أحدهما مستشار للعماد عون هم جميعاً من بنية الحزب. وعندما يصرّح الحزب بأن هناك وسائل سرية تمنع عناصره من التعامل مع العدو، فقد يكون يقصد بأن محاكمه السرية تنفذ الإعدام فوراً وسراً بالمتعاملين مع العدو، مما يردع أو يحد من عدد المتعاملين. أما الزعم بأنه يستحيل اختراق الحزب والتجسس لأعدائه، فهو قول مردود، لا ينبغي للحزب أن يردد مثله، لأن الحزب نفسه قام مرات عدة بإعلان انكشاف أمر شبكات تجسس داخله".
غياب الشفافية
ولم ينس قاطيشا أن يتعرض للأسلوب الحديدي الذي تتعامل به قيادة الحزب مع أتباعها، مشيراً إلى عدم وجود ملتقيات للتفاوض أو الاستماع للرأي الآخر، فالحزب يتبع سياسة الصوت الواحد والرأي الوحيد، ومن المفارقات أن الحزب يبدي قدراً أكبر من التشدد مع أي تقارب يبديه عضو أو قيادي مع أحد المكونات السياسية اللبنانية، ويواصل قائلاً "لا يمكن للحزب أن يتحمّل داخل صفوفه، أو قياداته على الأقل، عناصر تتناغم - وحتى دون أن تؤيد - مع تيار المستقبل أو حزب القوات اللبنانية أو أي مكون سياسي لبناني آخر، لأنه تنظيم حديدي. هذا التنظيم الحديدي هو الذي يدفع ببعض القياديين أو الأعضاء للذهاب بعيداً إلى أعمال سرية تخدم العدو الإسرائيلي لقاء منافع خاصة. فالتناغم مع مكونات سياسية لبنانية يُسقط الفرد من عضوية الحزب ويحرمه من المال، بينما التعامل سراً مع العدو، يدرُ عليه المال من العدو سراً بالإضافة إلى ما يتقاضاه من الحزب.
ويوضح أن ما يزعمه الحزب من المقاومة لإسرائيل هو مجرد كلمات لا معنى لها، مشيراً إلى أن إيران التي تعد ملهمة الحزب وموجهة سياساته كانت تتعامل في السابق مع إسرائيل، ويقول "ادعاء المقاومة ليس سوى تغطية لكل الخطايا التي يرتكبها الحزب بحق لبنان واللبنانيين، وبحق السوريين أخيراً. وعندما كان الإمام الخميني في السلطة في ثمانينيات القرن الماضي، كان بعض قياديي ثورته يجتمعون بالإسرائيليين في أوروبا والقدس وتل أبيب، ويمكن مطالعة كتاب "حلف المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران وإسرائيل"، للصحفي الإيراني تريتا بارسي"، الذي يوضح أن الإمام كان يطلب من وسائل إعلامه رفع ضجيجها وتكرار أسطوانة العداء لإسرائيل لتغطية تواصل جماعته مع العدو. وبقدر ما يرتفع ضجيج العداء لإسرائيل بقدر ما تتأمن التغطية للتعامل سراً معها. وهذا ما يمارسه حزب الله فوق الساحات العربية".
ويختم قاطيشا بالقول "التجسس لصالح إسرائيل ليس معارضة سياسية بقدر ما هو حالة مرضية داخل الحزب الذي يمارس قياديوه الفساد. فشقيق أحد وزراء الحزب ضُبِط منذ عامين وهو يتاجر بالأدوية المزورة التي يقتل بها المرضى اللبنانيون. وشقيق أحد نواب الحزب في البرلمان اللبناني، ضُبِط يدير معملاً لصنع المخدرات وحبوب الكبتاجون في بلدته البقاعية. ومنذ أيام قليلة ضُبِط شقيق آخر لهذا النائب بجرم إدارة عصابة لسرقة السيارات في لبنان وتقطيعها وبيع قطعها. فهل يمكن لهؤلاء الخارجين عن القانون أن يمارسوا جرائمهم إن لم تؤمَّن لهم التغطية من أشقائهم القياديين في الحزب؟ إنها وقائع وغيرها العشرات، تثبت الفساد الخلقي الذي يمارسه هؤلاء تحت شعار المقاومة والعداء لإسرائيل. لذلك لا يمكن البناء على وجود معارضة داخل الحزب، على المستوى القيادي، لأنهم مستفيدون من الحزب مباشرة أولاً، ومن تغطيته لفسادهم ثانياً".
أحاديث دعائية
وفي السياق ذاته يقول عضو كتلة القوات النائب أنطوان زهرا "هذه ليست السابقة الأولى التي يكتشف فيها وجود عملاء إسرائيل داخل حزب الله، فقد كشفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، عن الكثير من الخلايا العاملة لحساب العدو الإسرائيلي في البيئة الحاضنة للحزب، وبالتالي ليس غريباً على من يفاخر بتبعيته لدولة إقليمية "إيران"، وتؤكد صفته أنه جزء لا يتجزأ من عمليات الحرس الثوري أن يتورط بعض من عنده في التجسس لصالح إسرائيل".
ويشير زهرا إلى أن الأوضاع الداخلية في حزب الله تشير إلى أنه عالم تحكمه السرية المطلقة ولا مكان فيه للشفافية والوضوح، ويقول "إنه العالم الغريب الذي لا يعرف أحد أسباب الرغبة في دخوله، ناهيك عن خلفيات الجاسوس وما لديه أو لدى عائلته من دوافع ينتظر الوقت المناسب لإطلاقها. وكل الاحتمالات في هذه الحالة تبقى مفتوحة حول الأسباب الحقيقية للعمالة".
ويوضح أن حزب الله مليء بالجواسيس، منبهاً إلى أن قيادة الحزب تتعمد إطلاق الأكاذيب حول قدراتها التحصينية العالية لأغراض دعائية، ليس إلا، ويقول هذه الادعاءات باطلة كما ورد آنفاً، وهي مزاعم للتخويف والدعاية، ولكنها قد تؤدي إلى عكس المراد منها، وكل الشبكات التي اتضح أنها تعمل لصالح إسرائيل كانت إما من كوادر الحزب وعناصره أو من بيئته وبيئة حلفائه، حصرا وتحديدا.
وعن دعاوى المقاومة ضد إسرائيل، يؤكد أنها انتهت بعد انقضاء حرب عام 2006، وتورط الحزب في النزاع السوري جعل حتى الكلام عن المقاومة ضد إسرائيل مجرد حديث موسمي يستعاد في المناسبات.
عمالة الحزب لإيران
في سياق متصل، لم يبد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزيرة بالسودان، الدكتور محمد الحسن صالح استغرابه من احتمال وجود جواسيس داخل بيئة حزب الله، مشيراً إلى أن الحزب نفسه مارس العمالة على بلاده، ولم ينشأ لتحقيق أهداف وطنية، بل رهن وجوده لتحقيق المصالح الإيرانية. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "إذا نظرنا إلى أهداف تكوين حزب الله نفسها سنجد أنها أبعد ما تكون عن الوطنية، وتغليب مصالح الوطن، فهو حزب نشأ بأيد غير لبنانية، لتحقيق أهداف لا تمت إلى لبنان بصلة، لذلك فإن هناك خللاً واضحاً في بنية الحزب، ومثل هذه الأجواء تجعل من السهل اختراق الحزب وتجنيد جواسيس وعملاء بداخله، لأنه ألغى فكرة الانتماء من دواخل أتباعه، وارتضى قادته أن يكونوا أدوات ينفذون سياسات دول أخرى، غير عابئين بمصالح بلادهم، فهل هناك عمالة أكثر من ذلك؟".
أوهام المقاومة
وعن السبب الذي ربما يكون قد دفع "شوربا" لعرض خدماته على إسرائيل، يقول: "ليس من الضروري أن يكون الاحتياج المادي هو السبب الوحيد في وقوع البعض في فخ الجاسوسية أو ارتضاء القيام بأدوار العمالة، ربما يكون الانتقام دافعاً، وقد يكون أيا من عناصر الحزب قد تعرض لابتزاز من الجانب الإسرائيلي. ومبادرة أحد قادة الحزب بعرض خدماته على إسرائيل هو في نظري قمة الخيانة، وهو ما ينسجم كما أسلفت مع طبيعة ونشأة وتكوين حزب الله".
وفيما يتعلق بدعاوى حزب الله بأنه محصن ضد الاختراق، سخر صالح من تلك الأحاديث، ويقول "يخبرنا التاريخ القريب بأن حزب الله ظل يعج بالجواسيس والعملاء داخله، وقد سبق لقيادة الحزب نفسها أن اعترفت أكثر من مرة بوجود جواسيس داخل الحزب، بعضهم في وظائف قيادية، كما هو الحال في قضية الجاسوس الأخير محمد شوربا، وإذا لم يكن هناك جواسيس يمدون إسرائيل بكل خطط الحزب وتخطيطه، فكيف قتل عماد مغنية في سورية، لا سيما أن التحقيقات أثبتت أن المهاجمين كانوا على علم بتحركاته كافة، وبمواعيد نومه، وتفاصيل دقيقة لا يمكن أن يدركها ويبوح بها إلا شخص قريب الصلة منه بدرجة كبيرة. والشيء الذي يؤكد ما ذهبت إليه أن دوائر إسرائيلية بادرت بعد انكشاف أمر شوربا إلى إعلان أنه هو الذي أمدها بتحركات مغنية كافة، وبرنامج زيارته للعاصمة بيروت، وكل هذا لأجل أن يتحصل على منصب مدير العمليات الخارجية الذي كان يشغله مغنية قبل مقتله".
وقطع صالح بعدم وجود قناعة حتى داخل قيادة حزب الله نفسها بما يسمى بـ"المقاومة"، مشيراً إلى أن الحزب تحول مع انتهاء حربه مع إسرائيل عام 2006، إلى أداة هدم داخل المنطقة العربية، وقال "يخطئ الحزب إذا كان يظن أنه يمثل مقاومة لإسرائيل، بل على العكس من ذلك تماماً، فإنه ينفذ - بدراية أو بدونها - أهداف إسرائيل داخل المنطقة العربية، فماذا تريد تل أبيب غير تدمير الدول العربية وإضعافها وصرفها عن القضية الفلسطينية؟ وهذا بالضبط ما يفعله حزب الله بامتياز، فهو السبب في تأزيم الوضع الداخلي في لبنان، وهو الذي اغتال رفيق الحريري، وهو الذي أضعف الدولة حينما رفض التخلي عن سلاحه، وصار دولة داخل الدولة. وفي سورية يلعب الحزب أقذر أدواره في الوقت الحالي عندما ارتضى أن يقف - وهو الذي يدعي المقاومة - ضد رغبة الشعب السوري في رسم مستقبل جديد يقوم على المساواة والمواطنة الحقة، ووجه سلاحه نحو شعب أعزل يحارب نظاما ظالما جثم على صدره قرابة 40 عاماً، لم يحقق له من آماله شيئاً، وحزب الله هو الذي يدعم الحوثيين في اليمن ضد سلطة الدولة الشرعية، ويرسل خبراءه العسكريين لمساعدة المتمردين، وهو الذي يهدد بالتدخل في العراق لنصرة الشيعة، فأي مقاومة يدعيها الحزب بعد كل هذه الأدوار؟".