بعد كثرة الشكاوى المتكررة من سكان أحياء "شرق مدينة الرياض"، لا سيما حي السلي من أشهر مكب للنفايات ويعد بحسب متخصصين الأكبر في الشرق الأوسط ويبعد عن الأحياء السكنية حاليا حوالى سبعة كيلومترات، تحركت الإدارة العامة للنظافة بأمانة منطقة الرياض لأجل مساعدة السكان من خلال إنشاء مشروع شبكة سحب وتجميع وحرق الغاز بمكب السلي، ما قد يساعد في حل مشكلة عانى منها أهالي الأحياء القريبة من المكب لسنوات طويلة.

وعلمت "الوطن" أن المشروع يهدف إلى تخليص المدفن من انبعاث الغازات والروائح بطريقة بيئية سليمة، عبر نظام آمن يتيح تجميع ونقل الغازات إلى أماكن التخلص منها سواء بالحرق أو التخزين، جاء ذلك في الوقت الذي يترقب فيه أهالي الأحياء المجاورة إنهاء معاناتهم من استنشاق الروائح الصحية والخالية من السموم الذي قد يعرض حياة الإنسان إلى المخاطر.

إلى ذلك، أكد عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض خالد العريدي في تصريحه إلى "الوطن" أن مدة المشروع عشرة أشهر ويتوقع أن يكتمل العمل به في شوال من العام الحالي، وفق البرنامج الزمني الذي حددته الإدارة العامة للنظافة بالأمانة وأوردته في خطابها للمجلس ردا على استفسار بشأن المشروع.

وبين العريدي أن موضوع مكب السلي يحظى باهتمام كبير من المجلس، بعدما قام عدد من أعضائه بزيارة ميدانية للموقع، والاطلاع عن قرب على معاناة أهالي الأحياء المجاورة، وقال: خاطبنا مدير الإدارة العامة للنظافة بالأمانة بشأن الروائح المنبعثة من المكب وطالبنا بإرسال الدراسة الخاصة بمعالجة التسريبات الناتجة منه، أردفتها بزيارة خاصة للمهندس طارق العباسي مدير إدارة النظافة، الذي أكد أن المكب هو الأكبر في الشرق الأوسط ويبعد عن الأحياء السكنية حاليا حوالي سبعة كيلومترات نتيجة للزحف العمراني المتواصل والسماح للمخططات السكنية بالاقتراب منه إلى هذا الحد، ما قد يؤدي إلى وصول بعض الروائح إلى الأحياء المجاورة.

وأضاف العريدي: "لم يكتف المجلس بذلك فدعونا المهندس العباسي لحضور إحدى الجلسات لمناقشته والاستماع منه حول أسباب الانبعاثات والإجراءات الكفيلة بإنهاء تلك المشكلة".

وأثنى العريدي على المشروع الجديد، مشيرا إلى أنه سيسهم بعون الله في كشف أي تسرب للغازات وقياس نسبة التسربات بالأراضي المجاورة بشكل دوري من خلال أجهزة خاصة، آملا في انتهاء الجهة المنفذة من المشروع في الوقت المحدد، سعيا نحو إنهاء مشكلة الروائح والانبعاثات الكريهة التي أرقت أهالي الأحياء المجاورة للمكب لسنوات عدة.