لا شك أن الوطن والعالم حزينان بفقد شخصية بحجم عبدالله بن عبدالعزيز "يرحمه الله" وهو السياسي والإنسان والحكيم والقوي بالله ثم بشعبه الذي أحبه كما أحب والده وإخوانه من قبله، وكما سيحب إخوانه من بعده، وهذا فضل من الله لهذه الأسرة المالكة المقيمة لشرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

لا شك أن الفقد كبير خصوصا وأن الملك عبدالله عمل طوال السنوات العشر الماضية على تطوير الدولة بالكامل كبنية تحتية من منشآت ومرافق وتجهيزات وكبنية أنظمة وقوانين ومؤسسات نقلت البلاد إلى دولة أكثر تنظيما وعصرية وتقبل للتجديد والتحديث دون المساس بالثوابت الأساسية التي قامت عليها.

لقد حظي قطاع الشباب والرياضة في المملكة بدعم حكومي سخي لا يتجاهله إلا ناقم أو حاقد أو كذاب، فهناك المئات من المنشآت الرياضية تنتشر في أجزاء القارة السعودية لأن وجود ملعبين أو ثلاثة في دولة مجاورة لا يمكن مقارنته بـ(170) ناديا رياضا تسعى لتحقيق أهداف الدولة في الجانب الشبابي والرياضي.

اليوم تبكي الجوهرة المشعة حزنا على فقد الملك العادل وهي التي احتضنته في آخر مناسبة رياضية حضرها في حياته عندما افتتحها في مايو الماضي وقدمها هدية للرياضيين لكي يستمتعوا بها شكلا ومضمونا، وتعد واجهة حضارية كروية تنافس مثيلاتها في أرقى دول العالم المتقدم في مجال اللعبة.

إن القطاع الشبابي والرياضي في المملكة يحظى بتشريف الملك وولي العهد لمخرجاته بشكل سنوي منذ خمسين عاما تقريبا وهذا أمر في غاية الأهمية، وتأكيد على أن الرياضة جزء رئيس في نسيج المجتمع السعودي، الأمر الذي جعل العلم السعودي أو راية التوحيد خفاقة في المحافل الدولية والقارية، وهذا ما ساهم في الاستفادة من المواهب والقدرات السعودية في هذا المجال.

لقد ودعنا الملك عبدالله بعد أن أمر بإنشاء أحد عشر إستادا رياضيا في مختلف مناطق المملكة وعلى غرار الجوهرة المشعة وبأحجام مختلفة تتناسب مع كل منطقة، وهو الأمر الذي انتظره الرياضيون طويلا، وبإذن الله سيفتتحها الملك سلمان بن عبدالعزيز في القريب العاجل لتضاف إلى ما تقدمه الدولة من دعم حقيقي للرياضيين.

الوطن لا يزال يعيش الحزن الكبير على فقد الملك عبدالله ولكن عزاءه وجود سلمان ومقرن ومحمد في سدة الحكم، وهم بحول الله سيواصلون مسيرة البناء والعطاء التي أسسها الملك عبدالعزيز "طيب الله ثراه" وجعلها نبراسا لأبنائه الملوك من بعده، وهو ما يحسدنا عليه كثيرون، حيث يتسابق ملوك هذه البلاد على خدمة الدين ثم الشعب ويتباهون بأيهم الأكثر خدمة للشعب لأن ذلك ينبع من علاقة مختلفة وخاصة نعيشها في المملكة بين القيادة الرشيدة والشعب المحب والعاشق للأسرة المالكة.