تواصل مسلسل العنف الدامي في ليبيا أمس، حاصدا مزيدا من الأرواح، إذ قتل ما لا يقل عن 46 شخصا، بين جنود ومسلحين إسلاميين ومدنيين، خصوصا في نواحي سرت وبنغازي، إضافة إلى وقوع غارة غرب طرابلس.
وأعلنت مصادر عسكرية متطابقة مقتل عدد من الجنود في سرت والسدرة، إثر هجمات لميليشيات فجر ليبيا المتشددة التي تسببت باحتراق أول خزانات النفط الخام في مرفأ السدرة، أكبر المرافئ النفطية في ليبيا.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت "500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس"، وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة وهي الأهم في ليبيا.
في غضون ذلك، عثر مواطنون ليبيون فجر أمس على جثة فتاة مصرية قبطية خطفت بعد مقتل والديها بأيدي مسلحين مجهولين الثلاثاء الماضي في مدينة سرت الليبية. وقال مصدر في مستشفى ابن سيناء التعليمي في مدينة سرت في تصريحات صحفية إن مواطنين عثروا ليل أول من أمس على جثة كاثرين، ابنة الطبيب المصري مجدي صبحي توفيق الذي قتل الثلاثاء هو وزوجته، في مقر إقامته في المركز الصحي بسرت.
وكان رئيس مجلس تسيير شؤون منطقة جارف بمدينة سرت، يوسف طبيقة صرح بأن مسلحين مجهولين قتلوا الطبيب وزوجته، واقتادوا إحدى بناتهما إلى مكان مجهول، فيما تركوا الطفلتين الأخريين في المنزل الذي كان مسرحا للجريمة". وأشار طبيقة إلى أن الجريمة ربما تكون لأسباب دينية، مؤكدا أن لا علاقة لها بالسرقة أو شيء من هذا القبيل كون حاجات القتلى وجدت كما هي. وأضاف "الطبيب وجد مكبل اليدين ومقتولا هو وزوجته، وكان هناك مبلغ مالي قدره ستة آلاف دينار ليبي يخص القتيل وجد على طاولة قرب مسرح الجريمة، إضافة إلى أن مجوهرات زوجته لم تمس". ويعمل القتيل في مركز جارف الصحي بسرت منذ نحو 15 عاما لم يغادر خلالها المنطقة إلا في إجازات قصيرة بحسب السكان الذين قالوا إنهم يعرفونه ويعرفهم جميعا، وأنه لم يتركهم حتى في فترة الحرب على معمر القذافي في عام 2011. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان عقب الحادث إنها "تتابع ما ورد لبعثتيها في كل من ليبيا وتونس حول الحادثة"، مشيرة إلى أنها "تجري اتصالات مكثفة مع السلطات الليبية المعنية في هذا الشأن".