عظم الله أجر الجميع في فقيد الأمة عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الإنسان الذي كرس النزاهة والعدالة، وتبنى التنمية والإصلاح، وأنصف الشعب وأقصى الظلم، وقاد المملكة نحو منصات المجد والتتويج.

رحم الله حبيب الملايين الذي قاد تنمية سعودية مختلفة بقرارات لم ولن ينساها التاريخ وستبقى عالقة في أذهان المنصفين.

لم يكن الأمس يوما عاديا، ونحن نتابع في لحظات مريرة نبأ رحيله. لم نتمالك أنفسنا من الحزن والألم والمنادي يصدمنا بخبر فقد قائد كبير، وعلى الرغم من الفاجعة التي ألمت بنا كسعوديين، كان العالم كله يواسينا في كل مكان بعبارات الوحدة والترابط والتلاحم التي أسسها لنا معهم في كل تفاصيل الحياة. كيف لا نبكيك يا عبدالله وأنت من انتصر للمظلوم وحسن المستوى المعيشي للمواطنين بزيادة رواتب جميع موظفي الدولة، وأضفت "بدل غلاء معيشة" إلى رواتبهم سنويا وبطريقة تراكمية، وامتدت رعايتك لتعم المرضى والعجزة والمتقاعدين. كيف ننسى من دعم الفقراء والمستضعفين، وزاد الحد الأعلى لمخصصات الضمان الاجتماعي، ووضع بصمته في الإسكان الشعبي في كل مناطق البلاد، وأعلن للملأ أن ينفذ بشكل سريع وعاجل، وأمر بتحمل الدولة نسبة "50%" من رسوم الموانئ والجوازات ورخص السير وتجديد رخصة الإقامة للعمالة المنزلية، واستمرار الدعم للسلع الأساسية للتخفيف من حدة ارتفاع أسعارها، ليصل عطاؤك إلى تأسيس صندوق استثماري آمن لمستقبل ذوي الدخل المحدود.

لم ولن ننساك يا من رسمت المستقبل لموظفي الدولة العاملين على بند الأجور والمستخدمين، وأنشأت أكبر مدن اقتصادية في الشرق الأوسط، وخفضت أسعار البنزين، ونقلتنا نحو العالم الأول بحكمتك وحنكتك واستشرافك للمستقبل.

رحمك الله يا من عززت الأمن وحاكمت المتربصين وأصحاب الفتن، وأمرت بتسديد الديون والديات عن الموقوفين في الحقوق الخاصة، وطورت الحرمين الشريفين ليبقيا شاهدَي عيان لكل مسلم على اهتمامك ورعايتك، ونفذت مشروع تطوير التعليم العام لتمنح الأجيال ما يليق بها أمام العالم من علم ووعي وحضور، وأنشأت خط سكة حديد الشمال - الجنوب، وبنيت جامعات عملاقة تمتد من الماء إلى الماء.

تعجز الصفحات عن إيفائك حقك يا من رحلت وبقي أثرك. وأعانك الله يا سلمان الوفاء على الحمل الثقيل الذي أنت أهلٌ له، لتقود وعضدك مقرن عهدا جديدا من البناء والنماء، وسيبقى الشعب السعودي معكم متلاحما ومترابطا في السراء والضراء، ليسجل التاريخ للعالم أجمع أن الوطن بخير وآمن، وسيبقى بإذن الله كذلك ما دمتم حكامنا الذين نفاخر ونعتز بهم.