رحيل لا يشبهه رحيل.. وفقد لا تهدأ لوعته.. وألم يستوطن كل زوايا الوطن.
برحيل والد هذا الوطن عبدالله بن عبدالعزيز، تتصاغر كل كلمات العزاء، وتتضاءل كل عبارات النعي، فالمصاب جلل، والفقد عظيم، لملك كان لشعبه بمنزلة الأب الرؤوف.
لم ينشغل السعوديون، خلال الأيام الماضية، إلا بالتطلع لأي إشارة تطمئنهم على والدهم الذي نذر نفسه لخدمتهم منذ أن تولى مقاليد هذا الوطن، ليبدأ رحلة البناء والعطاء التي غيرت وجه الأرض، في أعوام قليلة بعمر التنمية التي اختصرها بتصميم المحب على نهضة وطنه.
رحل عبدالله، ملك المحبة.. لكنه ترك ذاكرة خالدة بالحب والوفاء لوطنه وأمته، تعيد إحياءها الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والمستشفيات وكل ملامح التنمية التي طالت أرجاء الوطن.
رحل عبدالله، ملك الإنسانية.. وترك خلفه ملايين الأيتام والأرامل والمساكين الذين أغناهم عن ذل السؤال بدعم متواصل عبر الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية والكثير من المشاريع التي استهدفت رفع مستوى معيشتهم.
رحل عبدالله، ملك السلام.. لتبقى منجزاته شاهدة له، في نشر السلام والمحبة، ومحاربة الإرهاب والعنف، وهو يؤسس لمبدأ التعايش السلمي بين الشعوب، ويصنع مائدة للحوار بين الأديان، ليجمع الكلمة، ويحقن الدماء.
رحل عبدالله، ولم ترحل مآثره التي ستبقى نبراسا يضيء طريق العالم، ليحذو كل قادة الدنيا حذوه في العطاء الحقيقي الذي يبقى حتى بعد الرحيل.
رحمك الله يا والدنا، وتقبلك القبول الحسن، وأسكنك فسيح جناته، وجزاك عن كل ما قدمت خير الجزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.